نبي لم تفترسه الأسود وتكلّلت أعماله بالنصر

النبي دانيال النبي دانيال | Provided by: J.B. Pratt, Daniel in the Lions Den, 1892 (photo: Public Domain/Wikimedia Commons)/NCR

تحتفل الكنيسة بتذكار النبي دانيال في تواريخَ مختلفة، منها 18 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام. هو من أعطاه الله الحكمة وجعله ينتصر دومًا على أعدائه.

يُعَدُّ النبي دانيال أحد أمراء بني إسرائيل الذين أجلاهم ملك بابل نبوخذ نصّر إلى بلاده بعدما استولى على أورشليم نحو 597 ق.م. وقد اختير هذا النبي من بين مجموعة من الأمراء الفِتْيَة الذين «لا عيب فيهم، حسان المظهر، يعقلون كل حكمة ويدركون العلم ويفقهون المعرفة، ممّن يكونون أهلًا للوقوف في قصر الملك ولتعلّم أدب الكلدانيين ولسانهم» (دا 1: 4).

ميّز الربّ الإله النبي دانيال بحكمة قويّة، وأوحى له بأمور شتّى. هو من خلّص سوسنة العفيفة، امرأة الملك يوياقيم، من افتراء شيخَيْن عليها بجرم الزنى ظلمًا، إذ حكم عليهما بالموت رجمًا. وهو أيضًا من فسّر حلم نبوخذ نصّر الذي عجز سحرته وعلماؤه عن شرحه، وأخبره بكل جرأة ما سيحلّ به وبملكه. حينئذٍ، رفع الملك منزلة دانيال واعترف بأنّ إلهه هو الإله الحقّ.

ولمّا تمّت نبوءة دانيال حول نبوخذ نصّر، خلفه ابنه بلشصّر ونسي دانيال وتجبّر أكثر من والده. وحين رأى بلشصّر كتابةً مرسومة على الحائط أمامه في الليلة التي كان يتلذّذ فيها مع جلسائه ونسائه بوليمة أعدّها في قصره، ارتعب منها وطلب دانيال كي يفسّرها، فقال له: «إنّكَ وُزِنْتَ فوُجِدْتَ ناقصًا، لذلك يؤخذ منك ملكك ويُعْطى لمادي وفارس» (دا 5: 27-28). وقد تمّت النبوءة لأنّ بلشصّر قُتِلَ في تلك الليلة واستولى داريوس على العرش.

وقد فضّل الملك داريوس دانيال على جميع وزرائه، وعظّم شأنه. حينئذٍ، حسده هؤلاء ووشوا به إلى الملك بأنّه لم يسجد للتمثال الذهبي، فأمر حينها بأن يطرحوه في جبّ الأسد الذي لم يؤذه أبدًا. وعبّر الملك عندئذٍ عن فرحه العظيم بخلاص دانيال، وأمر بعدها بأن يُلْقَى في الجبّ أولئك الذين وشوا به، وهكذا افترستهم الأسود. ثمّ قتل دانيال تنّينًا كانوا يعبدونه، وعندها طرحوه مجدّدًا في الجبّ، لكن الله نجّاه من أنياب الأسد، ونال أعداؤه نصيبهم.

لمّا بلغ التسعين من عمره، مات شيخًا صالحًا، ودُفِنَ في بلاد الكلدانيين، وكانت وفاته نحو 628 ق.م.

نسألك أيها الآب السماوي، في تذكار النبي دانيال، أن تمنحنا شجاعته في قول الحقّ وعدم الخوف، مؤكدين أنّك الإله الوحيد المستحقّ كل تعظيم وابتهال.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته