تقرير أممي يقرّ بجرائم حرب ارتُكِبَت بحقّ المسيحيين في العراق

رئيس أساقفة إربيل للكلدان المطران بشار وردة رئيس أساقفة أربيل للكلدان المطران بشار وردة | Provided by: Chaldean Archdioceses of Erbil

خلص تقرير فريق التحقيق الأممي الذي شكّلته الأمم المتحدة إلى أن الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق هي جرائم ضدّ الإنسانيّة واستهدفت المسيحيين في البلاد.

وجاء في التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة أن نتيجة التحقيقات والدلائل الأوّليّة تثبت أن الجماعات المتطرّفة التي تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلاميّة استهدفت المسيحيين بشكلٍ خاصّ، عندما سيطرت على الكثير من المدن العراقيّة منذ العام 2014.

وشمل التقرير الذي قُدّم إلى مجلس الأمن قضايا عدّة مثل التهجير القسري للمسيحيين وإجبارهم على اعتناق الإسلام والاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم وتدمير الكنائس والمواقع الأثريّة والدينيّة الأخرى.

وتحدّث التقرير عن أهمّ القادة الذين شاركوا في العمليّات التي سيطرت الجماعات المسلّحة من خلالها على أبرز المناطق المسيحيّة في سهل نينوى شمال الموصل، ثاني أكبر مدن العراق. وشملت تلك المناطق الحمدانيّة، كرمليس وبرطلة. وقد أجبر التنظيم المسيحيين في هذه المناطق على اعتناق الإسلام أو مغادرة منازلهم في فترة زمنيّة حُدِّدَتْ لهم. ونزحت في خلال هذه الفترة آلاف العائلات إلى مناطق شماليّة في العراق.

في السياق نفسه، علّق رئيس أساقفة إيبارشيّة أربيل المطران بشّار وردة عبر «آسي مينا» على التقرير الأممي الذي نُشِرَ الخميس، قائلًا إن «القرار الأممي يشّكل إضافة. فنحن بدأنا بمسيرة التعريف بهذه المجزرة والأحداث منذ العام 2014، وكنّا قد قدّمنا إلى الوفود الأمميّة شواهد حيّة حول الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابيّة».

كما تحدّث المطران وردة عن أن الأيديولوجيّة التي تتّبعها هذه الجماعات ليست جديدة إذ إن الفكر الداعم لقيام دولة إسلاميّة تحكمها الشريعة الإسلاميّة موجودٌ مِن قبل. وأشار إلى أن هناك علماء وفقهاء عارضوا مشروع قيام دولة إسلاميّة في ظلّ الأعمال الإجراميّة التي ارتكبتها التنظيمات المسلّحة.

وأضاف المطران وردة أن «الاعتراف الأممي يشكّل قوّةً ويعيد كرامة الشعب ويُسَجَّل في التاريخ كي لا تتكرّر هذه المأساة من جديد، ومن أجل تعويض الشعب الذي كان ضحيّة. ونأمل بأن تعمل الحكومة الأميركيّة مع السلطات العراقيّة للاستحصال على هذه الحقوق».

وكان للكنيسة الكلدانيّة في أربيل دورٌ كبير في احتواء أكبر أزمة يواجهها المسيحيّون منذ عقود إذ عملت منذ العام 2015 مع فرسان كولومبوس وجهاتٍ أمميّة لتسجيل وإنشاء لجان تحقيق في العمليّات الإجراميّة التي ارتُكِبَتْ بحقّ مئات آلاف المسيحيين. وكانت الجهود الحثيثة قد قادت إلى إقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ومجلس النوّاب الأميركي بجرام الحرب ضدّ المسيحيين في العراق.


رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته