القديس غريغوريوس العجائبي... رجل النسك والتأمّل في الإنجيل

القديس غريغوريوس العجائبي القديس غريغوريوس العجائبي | Provided by: Wikimedia Commons

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس غريغوريوس العجائبي في 17 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. هو من تخلّى عن حياة الأوثان إيمانًا منه بكلمة المسيح.

وُلِدَ القديس غريغوريوس العجائبي في مدينة قيصريّة بالبنطس حوالى العام 213. نشأ في عائلة وثنيّة، ودُعِيَ ثيودورس، ولم يعرف باسم غريغوريوس إلّا بعد إعلان إيمانه المسيحي ومعموديّته. درس الآداب والفقه والخطابة، وتمتّع بمواهب عدّة مثل الحكمة والوداعة، ومال إلى الهدوء والتأمّل.

شكّل لقاء غريغوريوس بالعلّامة أوريجانوس محور التغيير في حياته، فكتب الأوّل خطابًا مدحه فيه، قائلًا: «إن ملاك الله أرشدنا في هذه الحياة، وربطنا بحبل المودّة مع هذا الرجل العظيم. وعلى الرغم من كونه مسيحيًّا ولا يعرفنا إلّا أنّه أحسن استقبالنا وفرح بنا كأننا أناس قد هداهم الله إلى شباكه ليصطادنا ويربحنا للإنجيل وينقذنا من ظلام عبادة الأوثان».

بعد عودته إلى موطنه، قرّر الانصراف إلى البرّيّة ليحيا النسك والصلاة والتأمّل في الإنجيل. لمّا ذاع صيته وبلغ فيديموس، أسقف أماسيا التي تقع قيصريّة ضمنها، أراد حينها أن يرسمه أسقفًا في مسقط رأسه. حين علم غريغوريوس بالأمر، ترك مكانه متوغّلًا في البرّيّة. على الرغم من ذلك، لم يتراجع الأسقف فيديموس عن قراره في تنفيذ رغبته إذ عمد إلى رسامته الأسقفيّة غيابيًّا وأرسل له خبرًا بذلك. لمّا كان غريغوريوس يصلّي، سمع صوتًا من السماء يحضّه على العمل وفق إرادة رئيسه فيديموس. حينئذٍ، قام على الحال، وتوجّه إلى أماسيا حيث وضع نفسه في تصرّف أسقف المدينة.

تميّز هذا القديس بعجائبه المدهشة، وكان متواضعًا ومحبًّا للقريب والفقراء. كما أقام عيدًا سنويًّا خاصًّا للشهداء الذين سفكوا دماءهم لأجل إيمانهم بالمسيح.

يوم دخل غريغوريوس قيصريّة، كانت تضمّ سبعة عشر مسيحيًّا، وحين خرج منها، بات فيها سبعة عشر وثنيًّا. رقد بسلام في العام 270، وأوصى حينها أن لا يدفن جسده في قبر خاصّ، بل يوضع مع الغرباء لأنّه لم يكن يملك شيئًا في حياته، فلم يرغب في أن يخصّص جسده بشبرٍ من الأرض بعد موته.

نسألك، أيها الإله، يا من جعلت هذا القديس يترك حياة الأوثان ويعبدك أنت وحدك، أن تمنحنا نعمة التخلّي عن كل ما يمنعنا من بلوغ الحياة الأبديّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته