خمسة أخطار روحيّة لتطبيقات التعارف على الهواتف

مجموعة من التطبيقات على الهاتف مجموعة من التطبيقات على الهاتف | Provided by: PhotoMIX Company via Pexels

إلى من نتوجّه بهذا المقال؟

إلى كلّ شاب وشابّة يعون الحياة الإلهيّة في داخلهم ويعملون على أن يتشبّهوا بإنسانيّة المسيح أكثر فأكثر،

إلى كلّ من لديه الرغبة في التقدّم في الحياة الروحيّة والنضوج الإنساني ويعرف غنى الفضائل ويعمل على نبذ الرذائل،

إلى كلّ أُمّ وأب يسهرون على تربية أبنائهم وفق الأسس المسيحيّة وعلى حبّ الله قبل كلّ شيء،

إلى المعلّمين والمرافقين الروحيّين والنفسيّين والذين يعملون بضمير،

تنتشر يومًا بعد يوم، بشكلٍ سريع جدًّا، تطبيقات مختلفة تجعل من الإنسان متمسّكًا بشكلٍ تعلّقي مرضيّ بهاتفه الخلويّ من دون أن يدرك الأمر. وعلى الرغم من أنّ الكثير من تلك التطبيقات جيّدة، وتشجّعنا الكنيسة على استخدامها بشكلٍ يليق لنشر رسالتنا المسيحيّة، إلّا أن تطبيقات عدّة منها تشكّل خطورة كبيرة على النفس، ومنها تطبيقات التعارف بين الشباب والشابات، والتي تنتشر بشكلٍ خفيّ وخبيث بينهم، وأشهرها تطبيق Tinder.

لن ندخل في المخاطر النفسيّة والعاطفيّة التي تنتج عن استخدام مثل هذه التطبيقات، والتي تشير إلى نقصٍ خفيّ في النضوج الإنساني لدى الشخص، إنّما سنعرض لكم خمسة أخطار روحيّة تقع فيها النفس المسيحيّة لدى دخولها هذه التطبيقات:

1-تزيد لدى الشاب أو الشابة «شهوة العين» التي تعتمد عليها هذه التطبيقات كمبدأ أساسي فيها. وهذه الشهوة التي نبّه منها القديس يوحنّا تقود النفس شيئًا فشيئًا إلى العادة، أي يصبح الموضوع عاديًّا جدًّا، ويتحوّل إلى رذيلة. هذا ما نبّه منه المسيح إذ قال: «أمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن نظَرَ إِلى امرأةٍ بِشَهْوَة، زَنى بِها في قَلبِه» (متى 5: 28)، وأيضًا: «سِراجُ الجَسَدِ هو العَين. فإِن كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّرًا. وإِن كانت عَينُكَ مَريضة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه مُظلِمًا» (متى 6: 22-23).

أمّا القديس يوحنّا، فقال: «كُلُّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم» (1 يو 2: 16).

2-تدعو هذه التطبيقات إلى «العمل في الخفاء»، وهذا هو المبدأ لدى إبليس. فهو يدعو الإنسان إلى العمل في الظلمة، في الخفاء، موهمًا إيّاه بأن لا أحد يراه حتى الله. وهذا ما يُدْخِلُ النفس في تحقيق أنانيّ للـ«أنا» بشكلٍ غير واعٍ، قائلًا للإنسان: «افعل ما يطيب لك، ما يحلو لك، ما يحقّق فيك صورتك عن ذاتك».

3-تُدْخِلُ هذه التطبيقات الشخص في عالم الوهم، الناتج عن الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا ما يحذّر منه البابا بنديكتوس السادس عشر بقوله: «في ما يتعلّق بشبكات التواصل الاجتماعي، فهي مفيدة لكنّها قد تدفعكم باتجاه الإدمان والخلط بين ما هو حقيقي وما هو وهمي» (اللقاء مع شبيبة لبنان، بكركي، 15 سبتمبر/أيلول 2012).

الخطورة الأكبر تكمن في أنّ هذا العالم الوهمي قد يقود النفس إلى خطيئة الكذب، وبالتالي تشويه صورة المسيح فيها.

4-تعمل هذه التطبيقات تمامًا كما تعمل بيوت الدعارة، فهي تعرض للشاب فتيات كثيرات في وقتٍ واحد، ويمكنه اختيار ما يناسبه. إنّها دعارة رقميّة بامتياز، وهي تناقض بشكلٍ أكيد كلّ المبادئ والأخلاق والفضائل المسيحيّة من طهارة فكر ونقاوة قلب وتواضع حقيقي. هنا تقع النفس في خطيئة ضدّ الروح القدس باتّباعها أعمال الجسد.

5-تُدْخِلُ هذه التطبيقات الرذائل بشكلٍ خفيّ على النفس المسيحيّة، فهي تتسلّل مثل الحيّة في سفر التكوين، موهمةً الإنسان بأنّ لا شيء يضرّ فيها، فتضع سمّها وهي تهمس في أذنيه. والشرّ الذي ينتج عن هذه التطبيقات لا يطال الشخص المستخدم لها فقط، فهو قد يدعو أصدقاءه للانضمام إليه واستخدامها، كما فعلت حوّاء. وبالتالي، فهو يجرّ الآخرين إلى ما هو خارج الله. هذا ما يظهره لنا الكتاب المقدّس.

لنستخدم هواتفنا وتطبيقاتنا وشبكات التواصل الاجتماعي بشكلٍ مسيحي، خلقي ومقدّس، على مثال الطوباوي كارلو أكوتيس مثلًا الذي عرف كيف يوظّفها من أجل خدمة المسيح. ولنتمسّك بوعي ويقظة روحيّة دائمة بكلمات القديس بطرس في رسالته الأولى إذ ينادينا قائلًا: «كونوا قَنُوعِين ساهِرين. إنَّ إِبليسَ خصْمَكم كالأسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه، فقاوِموه راسِخينَ في الإيمان» (1 بط 5: 8-9).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته