إلامَ يرمز المصعد في حياة القديسة تريزيا الطفل يسوع؟

صورة القديسة تريزيا الطفل يسوع تعلو مذبح الكنيسة التي تحمل اسمها في سهيلة، لبنان صورة القديسة تريزيا الطفل يسوع تعلو مذبح الكنيسة التي تحمل اسمها في سهيلة، لبنان | Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

«من بين الصغار الذين أُظْهِرَت لهم أسرار الملكوت بطريقة خاصّة جدًّا، تألقت تريزيا الطفل يسوع الوجه الأقدس، الراهبة الناذرة في رهبانيّة الكرمليّات الحافيات». هذا ما أكده البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته الرسوليّة «علم الحبّ الإلهي» من أجل إعلان القديسة تريزيا الطفل يسوع الوجه الأقدس معلّمة الكنيسة.

وأكد البابا القديس الذي أعلنها ملفانة الكنيسة أنها اكتشفت في خلال حياتها أنوارًا جديدة ومعاني سرّية، وتلقّت من المعلّم الإلهي «علم الحبّ» الذي أبرزته في كتاباتها بأصالة حقيقيّة، موضحًا أن هذا العلم هو التعبير النيّر عن معرفتها بسرّ الملكوت واختبارها الشخصي للنعمة. وهو علمٌ يمكن اعتباره موهبةً خاصّة للحكمة الإنجيليّة التي استقتها تريزيا في الصلاة، على غرار قديسين ومعلّمين آخرين للإيمان.

رمز المصعد في حياة تريزيا

لقد اختبرت القديسة تريزيا الطفولة الروحيّة، تلك الطريق التي لا تحتاج إلى الإماتات والتضحيات الكبيرة كي تصبح قديسة، ووجدت وسيلة رائعة تؤهّلها للّقاء بيسوع المسيح، فأخبرت عنها في «قصّة نفس»، كاتبة: «تعلمين، يا أمّي، أنني رغبتُ دومًا في أن أصير قديسة. ولكنني للأسف، وجدتُ دائمًا، عند مقاربة نفسي بالقديسين، أن بينهم وبيني من الفرق ما يوجد بين جبلٍ تناطح قمّته السماوات، وبين حبّة رملٍ ضائعة تطأها أقدام المارة. وبدل أن تفتر عزيمتي، قلتُ في نفسي: ليس من شأن الله أن يلهم رغبات يستحيل تحقيقها. لذا، عليّ أن أحتمل ذاتي كما أنا مع كل نقائصي. ولكنني أريد أن أبحث عن وسيلة للذهاب إلى السماء، بدربٍ صغير قصير مستقيم، بدرب صغير جديد».

وتابعت تريزيا: «نحن اليوم في عصر الاختراعات: لا حاجة بنا الآن إلى أن نرقى درجات سلّم. في دور الأغنياء، يحلّ المصعد محلّ السلّم لمنفعة أكبر، فأنا بدوري أودّ لو أجد مصعدًا للارتفاع إلى يسوع لأنني أصغر كثيرًا من أن أرقى سلّم الكمال المضني. وقد بحثتُ في الكتب المقدّسة عن دليل يرشدني إلى هذا المصعد، موضوع رغبتي. فقرأت هذه الكلمات التي نطقت بها الحكمة الأزليّة: "من كان صغيرًا، فليقبل إليّ" (أمثال 9: 4). فأقبلت، وقد حزرتُ أنني وجدتُ ما كنت أبحث عنه. وأردتُ أن أعرف، يا إلهي، كيف تعامل الصغير الذي يلبّي نداءك، فواصلتُ بحثي، وهاك ما وجدتُ: "كما تدلّل الأمّ طفلها، كذلك أنا أعزّيكم، وفي حضني أحملكم، وعلى ركبتيّ أدلّلكم" (أشعيا 66: 12-13)».

وتعبّر تريزيا عن سعادتها العارمة لاكتشافها المذهل بالقول: «آه! لم يحدث أبدًا أن فرّح نفسي كلامٌ أحنّ وأرقّ! فالمصعد الذي ينبغي أن يرفعني إلى السماء إنما هو ذراعاك، يا يسوع! ولهذا فلستُ بحاجة إلى أن أكبر، بل على العكس من ذلك، عليّ أن أظلّ صغيرة بل أن أصغر أكثر فأكثر. يا إلهي، لقد تجاوزتَ انتظاري، فأريد أن أتغنّى بمراحمك: "أنتَ علّمتني منذ صبائي، وإلى الآن أخبر بمعجزاتك، وسأواصل إعلانها إلى زمان المشيب" (مزمور 88: 2)».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته