نينوى, الجمعة 19 ديسمبر، 2025
عاد دير مار أوراها التاريخيّ في العراق ليفتح أبوابه من جديد أمام المؤمنين والمصلّين والزائرين عقب انتهاء أعمال إعماره وترميمه التي نفّذها ديوان أوقاف الديانات المسيحيّة والإيزيديّة والصابئة المندائيّة، لإزالة آثار التخريب التي خلّفها تنظيم داعش الإرهابيّ.
وشهدت أروقة الدير أمس احتفالًا رسميًّا بإعادة افتتاحه، سلّم في خلاله رئيس الديوان د. رامي آغاجان مباني الدير إلى الكنيسة الكلدانيّة وسط مشاركة كنسيّة ورسميّة وشعبيّة متميّزة.
وأعرب أغاجان عبر «آسي مينا» عن سعادته بإنجاز الديوان إعمار هذا الصرح التاريخيّ وإعادة تأهيله. وأكّد أنّ في إتمام هذا العمل رسالة مفادها أنّ المسيحيّة باقية رغم الظلم والتحدّيات. ودعا مسيحيّي العراق والعالم إلى زيارة هذا الصرح بعد تأهيله بجهود كوادر الديوان الذين اجتهدوا ليكون إعماره وفق معايير هندسيّة وتراثيّة تحافظ على أصالته وروحانيّته المشرقيّة، كي يعود إلى سابق عهده مكتظًّا بالمؤمنين تصدح فيه الصلوات والتراتيل.
وقال الخورأسقف فريد كينا، راعي كنيسة مار قرياقوس الكلدانيّة في باطنايا، إنّه يومٌ مميّز لجميع مسيحيّي العراق، لا سيّما أبناء باطنايا، إذ يعود ديرهم الأثير إلى بهائه الأوّل. وأضاف: «فرحتنا لا توصف ونثمّن جهود ديوان أوقاف الديانات المسيحيّة والإيزيديّة والصابئة المندائيّة في إعمار الدير ليعود إلى نشاطه الروحيّ السابق».
واستذكرت نجمة بطرس، من أهالي قرية باطنايا، رحلتها الأولى إلى الدير إبّان طفولتها في أواسط القرن الماضي، ثم دأبها على زيارته في شبابها مع عائلتها وأبنائها. وأشارت إلى أنّ فرحتها بعودة الدير إلى سابق عهده أنستها حزنها لما أصابه من تدمير عقب 2014.
فيما لفتت حياة إبراهيم إلى أنّ الدير جزء من إرث الآباء والأجداد وله مكانته الخاصّة في قلوب أبناء قرية باطنايا المسيحيّة. وأعربت عن أملها في أن يعود الدير جامعًا لأبناء قريتها والقرى المجاورة، لا سيّما في عيده، ويؤدي دوره بصفته مركزًا روحيًّا واجتماعيًّا أيضًا.
جديرٌ بالذكر أنّ الدير الواقع قرب قرية باطنايا، شماليّ الموصل، مركز محافظة نينوى العراقيّة، يعود تاريخه إلى القرن السابع الميلاديّ، أسّسه مار أوراها الماديّ رفيق الربّان هرمزد مؤسّس الدير التاريخيّ الشهير في ألقوش. عانى الدير على مدى قرون، إذ واجه حملة نادرشاه، وتخريب تنظيم داعش الإرهابيّ، وعاد شامخًا لتعلو فيه الصلوات وتُقرع الأجراس من جديد.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته