كفردبيان, الجمعة 19 ديسمبر، 2025
في مساء يوم الثلاثاء، وعلى إيقاع تراتيل تحمل صلاة هذا الوطن ورجاءه، انطلقَ في لبنان حدثٌ استثنائيّ يطمح إلى دخول التاريخ: أمسية ترانيم ميلاديّة متواصلة تمتدّ على مدى 170 ساعة بلا انقطاع، في محاولةٍ لكسر رقمٍ قياسيّ عالميّ وتسجيل اسم بلد الأرز في موسوعة غينيس.
ليست المسألة مجرّد أرقام أو ساعات طويلة من الغناء، بل فعل إيمانٍ جماعيّ، ورسالة ثقافيّة وروحيّة تقول إنّ هذا البلد لا يزال، رغم جراحه، قادرًا على رفع صوته بالفرح. فهل ينجح لبنان في بلوغ خطّ النهاية، ويُتوَّج هذا الجهد غير المسبوق بإنجازٍ عالميّ جديد؟ الأيّام المقبلة وحدها تحمل الجواب.
يُقام هذا الريسيتال الميلاديّ في مدرسة القلبَين الأقدسَين، كفردبيان، وهو من تنظيم ساندرا عقيقي، ورعاية البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي. وقُبيل انطلاق هذا الحدث الاستثنائيّ، شرحت عقيقي لـ«آسي مينا» خلفيّات هذه المبادرة، ودوافعها الروحيّة والثقافيّة.
تُدرِّس ساندرا المسرح والموسيقى في المدرسة نفسها، واعتبرت أنّ فكرة هذا الريسيتال هي «إلهام ربّانيّ». وأكّدت أنّ التلاميذ شكّلوا الدعامة الأساسيّة لهذا العمل. كذلك، شدّدت على أنّ الكنيسة كانت داعمةً إلى حدّ كبير، سواء على الصعيد الرعويّ أو على مستوى الأبرشيّات، وصولًا إلى بكركي. وفي حين أنّ شروط الحضور تفرض وجود ما لا يقلّ عن 12 شخصًا في القاعة في كلّ الأوقات، أوضحت عقيقي أنّ الأبرشيّات أسهَمَت في تنظيم هذا الأمر، لضمان عدم خلوّ المكان من المشاركين على مدى الأيّام السبعة المتواصلة.
وأضافت عقيقي أنّ فكرة الريسيتال وُلِدَت قبل سنواتٍ ثلاث، وأنّ التحدّيات كانت كثيرة لكنّها تجاوزتها. وأشارت إلى صعوبة الشروط التي تفرضها موسوعة غينيس، لا سيّما لجهة التزام أن لا تقلّ مدّة كلّ ترتيلة عن دقيقتَين، وألّا يتجاوز الفاصل بين ترتيلة وأُخرى عشرين ثانية.
وذكرت أنّ رسالة الريسيتال في جوهرها هي رسالة لبنان: لبنان الثقافة، ولبنان الفنّ. وتطرّقت إلى قول البابا لاوون الرابع عشر إنّ لبنان ليس بلد الانقسامات حصرًا، بل هو أيضًا بلد الفرح، مستشهدةً أيضًا بكلام القدّيس أوغسطينوس: «مَن رتَّلَ صلّى مرّتَين». وأكّدت عقيقي ختامًا أنّ الصعوبات في لبنان لا تنتهي، لكنّ السلام ينتصر دائمًا، مشدّدةً على أنّ أحلام اللبنانيّين لا تنطفئ مهما اشتدّت التحدّيات.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته