روما, الخميس 18 ديسمبر، 2025
ندّد البابا لاوون الرابع بمنطق العنف والحرب والخوف في رسالة لليوم العالمي الـ59 للسلام، الواقع في 1 يناير/كانون الثاني المقبل. ودعا إلى عيش سلام منزوع السلاح.
في رسالة بعنوان «السلام معكم جميعًا: نحو سلامٍ منزوع السلاح ونازع للسلاح»، قدّم الأب الأقدس نظرة شاملة عن ماهيّة السلام في خضّم توترات وصراعات عالمية. واستعاد تحية المسيح القائم من بين الأموات في إنجيل يوحنّا: «السلام لكم» (20: 19 و21)، كمفتاح لقراءة التاريخ الحاضر. وأكّد أنّ هذه التحيّة ليست شعارًا، بل واقع يُحدث تغييرًا حاسمًا لمن يقبله.
سلام مختلف عن منطق العالم
شرح الحبر الأعظم أنّ المسيح هو «سلامنا» والراعي الصالح هادم الجدران وغالب الموت. وشدّد على أنّ السلام موجود، ويريد أن يسكن فينا، وينير العقل ويقاوم العنف ويغلبه. وذكّر بقول القديس أغسطينوس: «إن أردتم أن تجذبوا الآخرين إلى السلام، فليكن السلام فيكم أولًا».
واعتبر لاوون أنّ سلام يسوع لا يتبع منطق العالم، مشيرًا إلى المسؤولية التاريخية للمسيحيين في هذا الإطار. وشجب بلوغ النفقات العسكرية العالمية 2718 مليار دولار عام 2024. وندّد بمنطق الردع النووي القائم على الخوف وسيطرة القوة.
وتوقّف على قول القديس يوحنا الثالث والعشرين إنّ نزع السلاح يبدأ عبر تجدد العقل والقلب. وفسّر لاوون أنّ الديانات مدعوة إلى اليقظة، وتجنّب أي تبرير ديني للعنف؛ فالسلام الحقيقي يولد من الثقة والحوار ومن مسؤولية سياسية قائمة على كرامة الإنسان.
السلام يولد من قلب الإنسان
في السياق عينه، اعتبر رئيس دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة الفاتيكانيّة الكاردينال مايكل تشيرني في مؤتمر صحافي احتضنه دار الصحافة الفاتيكانيّة، أنّ السلام يولد من قلب الإنسان لا من السلاح. وفسّر أنّ البابا يدعو في رسالته إلى نزع السلاح الداخلي وتحمُّل المسؤولية الشخصية وتعزيز القانون الدولي وبناء الثقة وضبط التكنولوجيا في مواجهة الخوف وهيمنة القوة والظلم ومنطق الردع العسكري.
وشرح أستاذ فلسفة القانون في جامعة بيزا البروفيسور توماسو غريكو أنّ السلام واقع قائم يجب حمايته؛ فالسلام «منزوع السلاح ونازع للسلاح» يعني تغيير النظرة إلى الواقع، ورفض سباق التسلّح، وبناء العلاقات على الثقة والحوار والقانون الدولي.
وروى بيرو ميليتشيفيتش، كاهن رعية في موستار وناجٍ من حرب البوسنة، تجربته في الحرب والأسر. وأخبر كيف انتصر الإيمان والصلاة والغفران على الكراهية والانتقام. وأوضحت الصحافية الدكتورة ماريا أنييزه مورو، أنّ السلام يتطلب العدالة التصالحية، عبر لقاءات صادقة بين الضحايا والمسؤولين، تعيد الإنسانية وتحوّل الألم.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته