زيارة محتملة لكاهن موسيقيّ تفتح نقاشًا في لبنان

العالم, الأحد 14 ديسمبر، 2025

أثارت منشورات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعيّ في لبنان نقاشًا واسعًا حول كاهن يعمل منسِّقًا موسيقيًّا DJ، قيل إنّه قد يزور بيروت قريبًا لإحياء حفلة موسيقيّة.

تفاوتت التفاعلات بين حماسة لافتة لدى البعض، وتساؤلات واعتراضات حادّة من جانب آخرين. فمن هو هذا الكاهن، وما قصّته؟

الأب غييرمي بيكسوتو كاهن كاثوليكي برتغالي ودي جي، يمزج في عروضه الموسيقى الإلكترونية مع ألحان وترانيم دينيّة. وُلد في غيماريش شمالي البرتغال سنة 1974 ورُسِم كاهنًا سنة 1999. خدم بصفة مرشد روحي في الجيش البرتغالي ورافق القوات في مهمّات إلى كوسوفو وأفغانستان، وعمل كاهن رعيّة في لوندوس وأموريم ضمن أبرشيّة براغا شمالي البرتغال.

بدأت تجربة الأب غييرمي Padre Guilherme مع موسيقى الـDJ سنة 2010 عندما خدم بصفة مرشد روحي مع الجيش البرتغالي في أفغانستان، حين كان ينظّم نشاطات ترفيهيّة للجنود. وبعد عودته إلى البرتغال، تلقّى دروسًا متخصّصة في الـDJing، وراح ينظّم سهرات موسيقيّة خُصِّص ريعها لدعم رعيّته في لوندوس.

في خلال جائحة كوفيد-19، لفت بيكسوتو الأنظار عبر بثّ مجموعات موسيقيّة أسبوعيّة دمج فيها الموسيقى الإلكترونيّة مع الألحان الدينيّة والفولكلوريّة، ما أكسبه شهرة واسعة بلقب الكاهن الـDJ . وفي العام 2023، انتشر اسمه عالميًّا بعد أدائه عرضًا في خلال اليوم العالمي للشباب في لشبونة، حظي بانتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

كذلك، قدّم عروضًا موسيقيّة في مواقع بارزة، منها أسفل تمثال المسيح في ريو دي جانيرو. كما سجّل حضورًا لافتًا هذا الصيف في يوبيل الشباب والمرسلين الرقميين، إذ قدّم عرضًا حظي بتفاعلٍ واسع من الحجّاج الشباب الذين استقبلوا تجربته بحماسة.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عاد إلى الواجهة بعد عرضٍ أُقيم أمام كاتدرائيّة القدّيسة إليزابيت في كوشيتسه، سلوفاكيا، بمناسبة عيد ميلاد رئيس الأساقفة برنارد بوبر الـ75، وشهد مشاركة البابا لاوون الرابع عشر، ما أثار تفاعلًا واسعًا على المنصّات الرقميّة.

تعتمد العروض التي يقدّمها على مزج الإيقاعات الإلكترونيّة بعناصر روحيّة واضحة، مثل تراتيل كـ«السلام عليكِ يا مريم» وأصوات أجراس الكنائس، إلى جانب مقاطع مقتبسة من رسائل بابويّة، مثل «كن مسبَّحًا» للبابا فرنسيس.

لا تزال الأنباء المتداولة حول احتمال زيارته لبنان غير مؤكّدة، إذ يشير البعض إلى عرضٍ محتمل في يناير/كانون الثاني، من دون صدور أي إعلان رسمي حتى الآن. وبينما عبّر كثيرون عن حماسة كبيرة واعتبروا حضوره فرصة مميّزة، أبدى آخرون اعتراضًا شديدًا واعتبروا الأمر غير أخلاقي. ويعود جانبٌ كبير من هذا الغضب إلى انتشار نظريّات غير دقيقة.

في الواقع، تُقام عروضه بعِلم الكنيسة وموافقتها، وبدعمٍ واضح من الفاتيكان، ما يجعل المخاوف في غير محلّها؛ فبعيدًا من أي تهديد للقيَم، تقدّم تجربته مقاربة مختلفة للتعبير الإيماني والتواصل مع الشباب.