الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

الاعتراف بالضعف أولى خطوات الانفتاح على النعمة الإلهيّة

الرحمة الإلهيّة ليست حكرًا على أحد/ مصدر الصورة: Doses of Grace/Pinterest

لا ينبغي أن نقرأ أيّ حدثٍ إنجيليّ ضمن حدودٍ ضيّقة تحصره بمعجزة شفاء، بل الأحرى أن نتعلّم كلّ حوارٍ تربويّ عميق يُصاحب أيّ معجزة، لأنّه يكشف أنّ الإيمان الحقيقيّ لا يقوم على الانتماء العرقيّ أو الامتياز الدينيّ، بل على قلب منفتح على الله.

يحفل الإنجيل المقدّس بنماذج أشخاصٍ كسروا الحواجز اللّغويّة والثقافيّة والدينيّة، وأعلنوا إيمانهم، طالبين الخلاص بإصرار، ومظهرين شجاعةً في الاعتراف بالضعف، لتكون نقطة بداية الانفتاح على النعمة، فأكّدوا أنّ الثقة بمحبّة الله تفتح الطريق أمام المستحيل، وفق ما أوضح الأب أنطوان زيتونة، الكاهن في أبرشيّة الموصل وعقرة الكلدانيّة، في حديثه عبر «آسي مينا».

الأب أنطوان زيتونة. مصدر الصورة: الأب أنطوان زيتونة

فحين أقدمت وثنيّة غريبة، يعدّها المجتمع اليهوديّ نجسة، على تجاوز القيود الاجتماعيّة والثقافيّة والدينيّة، تخطّى إيمانها الجريء النظريّات والعادات، ليتوجّه مباشرةً إلى شخص المسيح. «لقد دفَعَتها حاجتها العميقة إلى الحوار مع الربّ، كما تدفعنا نحن خبراتنا ونواقصنا إلى أن نواجه حدودنا ونعترف بضعفنا».

الثقة بالله

وتابع: «الإنسان الذي ينكر عجزه ويرفض أن يطلب المعونة، يُغلِق أمام نفسه باب الإيمان، إذ يعجز عن الانفتاح على نعمة الله. أمّا الذي يعترف بضعفه ويتواضع أمام الله، فاتحًا باب الطلب، فتقوده ثقته بالله إلى تجاوز الصعوبات».

يُعلّمنا الإنجيل عبر: المرأة الكنعانيّة، وبرطيما الأعمى، وزكّا العشّار، والمنزوفة، وسواهم من الذين استحقّوا نيل معجزة شفاءٍ، روحيّةٍ أو جسديّة، كيف نمتلك شجاعة الإيمان ورغبة عميقة في الخلاص، وروح المبادرة المتجاوزة أيّ اختلافٍ والعابرة كلّ الحواجز البشريّة الفاصلة بين الشعوب والأديان، مؤكّدين أنّ الله لا يستثني أحدًا، حتّى أولئك الذين يستثنيهم النّاس ويهمّشونهم.

إيمانك خلّصك

وأشار زيتونة إلى امتداح يسوع الإيمان الوطيد الذي يُظهره أيّ إنسانٍ خاطئ يقبِل إليه طالبًا مغفرةً وخلاصًا، معلنًا بصيغٍ متشابهة (لو 7: 50، مر 5: 34، لو 8: 48، مر 10: 52، لو 18: 42، لو 17: 19، مت 9: 22) أنّ الإيمان الصادق لا يعرف المستحيل، وأنّ رحمة الله أوسع من الحواجز البشريّة.

ودعا زيتونة المؤمنين إلى مراجعة مواقفهم والتحلّي بالشجاعة لمواجهة ضعفهم إزاء تحدّيات الحياة، كي يقتربوا من الله بقلبٍ منكسر ومتواضع، واثقين من أنّ رحمته أكبر من خطايانا، وجاعلين الرجاء رفيق صلواتهم، ومتذكّرين أنّ الرحمة الإلهيّة ليست حكرًا على أحد، بل هي هبة متاحة لكلّ من يقبلها بإيمانٍ صادق وقلبٍ متلهّف.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته