بابوات العصر الحديث… محبّة للبنان وسعي إلى استقراره

روما, الأحد 19 أكتوبر، 2025

من الرحلة البابوية الأخيرة مع البابا بنديكتوس السادس عشر إلى زيارة البابا لاوون الرابع عشر المقبلة، عمل الفاتيكان على دعم لبنان والدفع في اتجاه استقراره.

ذكّر الأستاذ الجامعي والخبير في شؤون الكرسي الرسولي ناجي قزيلي، عبر «آسي مينا»، بسلسلة مواقف وأحداث أطلقها البابوات لهذا الهدف.

مواقف ومرافَقة وإرشادان

أشار قزيلي إلى أنّ موقع لبنان لدى الكرسي الرسولي كان دائمًا مميزًا في منطقة الشرق، لا سيّما عند بابوات العصر الحديث، بدءًا ببيوس الثاني عشر وصولًا إلى البابا الحالي؛ فبولس السادس رافق بلاد الأرز في زمن ازدهارها وفي بدايات الحرب الأهليّة. وتطرّق يوحنا بولس الأول، رغم قصر مدة حبريّته، 4 مرات إلى قضيّة لبنان.

أمّا يوحنا بولس الثاني، وفق قزيلي، فكان له ثقل كبير في الملف اللبناني من خلال السينودس الخاص لأجل لبنان والإرشاد الرسولي «رجاء جديد للبنان». وتابع أنّ بنديكتوس السادس عشر أيضًا رغب في توقيع الإرشاد الرسولي «الكنيسة في الشرق» في لبنان عام 2012 تأكيدًا أنّ بلاد الأرز تضمن حضورًا مسيحيًّا فاعلًا في الشرق.

محبّة البابا فرنسيس

بين رحلة بنديكتوس وزيارة لاوون الشهر المقبل، رافق فرنسيس لبنان باهتمام خاص فكانت له نظرة مميزة إلى دور الكنيسة هناك. وفي فبراير/شباط 2018، في خلال لقائه طلاب المعهد الماروني-روما، قدّم الأب الأقدس خريطة طريق لكيفية تفاعل رجال الدين في لبنان مع رعاياهم.

وأكّد فرنسيس مفهوم يوحنّا بولس الثاني بأنّ لبنان «وطن رسالة»، فدعاه رسالة حرية وسلام وأخوّة. وكان فرنسيس شديد اللهجة تجاه السياسيين اللبنانيين الذين، كما قال، يضيّعون قيمة لبنان.

وبعد انفجار مرفأ بيروت، وجّه البابا نداءً مؤثرًا إلى اللبنانيين، ركّز فيه على الشعب لا على السياسيين أو رجال الدين. وفي العام 2021، خصّص الكرسي الرسولي يومًا كاملًا للصلاة والتأمل لأجل لبنان، وهي سابقة في تاريخ الفاتيكان.

ما رسالة لاوون؟

عمّا يمكن أن يحمله لاوون إلى لبنان، قال قزيلي إنّه سيأتي برسالة محبة قوية من الكرسي الرسولي إلى هذا الوطن الذي يواجه أزمات كبرى وتحديات هائلة؛ فاختياره لبنان وجهةً لزيارته الأولى يشكّل مسؤولية كبيرة للبنانيّين ودعوة يؤمل أن يصغوا إليها.