بيروت, الخميس 16 أكتوبر، 2025
في سماء الفنّ اللبنانيّ، تتلألأ نجمة من طراز خاصّ، جمعت بين الأصالة والحداثة، وبين الطرب الأصيل والغناء المعاصر؛ إنّها المطربة ميشلين خليفة التي تطلّ عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ المتوّج ببصمة إيمانيّة.
بدأت خليفة مسيرتها الفنّيّة في أوائل تسعينيّات القرن المنصرم، وسرعان ما أثبتت نفسها بوصفها فنّانة تمتلك واحدًا من أهمّ الأصوات في لبنان والعالم العربيّ. قدّمت أغانيَ كثيرة، منها: «أنا والقمر والنجوم»، «مستحيل»، و«أرض الحلم». وتعاونت مع كبار الفنّانين، أبرزهم الموسيقار الراحل ملحم بركات، ولطفي بوشناق. قال عنها الصحافيّ الراحل جورج إبراهيم الخوري إنّها «أسطوريّة الصوت»، نظرًا إلى براعتها في أداء القصائد باللغة الفصحى. وأطلقَ عليها أيضًا لقب «كلثوميّة الصوت»، تقديرًا لتقنيّات صوتها المميّزة. رغم التحدّيات، تستمرّ خليفة في تقديم فنّ راقٍ يعكس أصالة التراث اللبنانيّ.
تقول خليفة: «ترعرعتُ في مدرسة داخليّة وكانت هذه الحياة سيفًا ذا حدّين؛ إذ منحتني عمقًا روحيًّا، لكنّها حرمتني دفء العائلة. في نظام الراهبات القائم على المشاركة في الصلوات اليوميّة، اكتشفتُ صوتي الجميل، فكنتُ أشارك في الجوقة. وفي خلال المناسبات، كنتُ أبقى في المدرسة للمشاركة في الرسيتالات رغم شوقي لأهلي. هكذا، صار الإيمان والصوت نعمتين متلازمتين في حياتي».
وتردِفُ: «من أقسى المحطّات في مسيرتي كانت الحياة في المدرسة الداخليّة. هي أسهمت في تعليمي الانضباط، لكنّها حرمتني بهجة الطفولة والعيش بين الإخوة. لذلك، كلّما التقي أشخاصًا يرسلون أبناءهم إلى مدارس داخليّة، أشاركهم تلك الخبرة بحزن. التربية الحقيقيّة تنبع من حضن العائلة، ومن بيتٍ تظلّله المحبّة والإيمان».
وتروي: «نشأتُ في عائلة فنّية بامتياز، واكتشفتُ مذ كنتُ صغيرة أنّ صوتي جميل. أمّي المطربة إلهام سليم كانت تُغنّي في إذاعة لبنان الرسميّة، وغالبًا ما كانت تسافر لإحياء حفلات. وكنتُ، حين تغيب، أعبّر لها عن اشتياقي وأسألها عن سبب ابتعادها، فكانت تُجيب: "من يحبّه يسوع يمنحه صوتًا جميلًا. وأنتِ يا ابنتي تملكين هذا الصوت". الأمّ مدرسة ومنها نتعلّم».
وتضيفُ: «رغم ثقتي بنفسي، كانت الرهبة تلازمني كلّما صعدتُ إلى المسرح، لذلك كنتُ أحمل دائمًا معي صورة قلب يسوع وأخرى للعذراء. في المرّة الأولى التي اعتليتُ فيها المسرح، وبينما كنتُ أستعدّ للغناء، لمستُ صورة للعذراء لأستمدّ منها القوّة، فإذا بها تقع. لم أستطع أن أبدأ الغناء وصورتها على الأرض، فانحنيتُ لألتقطها رغم ضيق ملابسي. لاحظ الحاضرون ما حصل، وهتفوا بالعامّيّة: "انشالله العذراء تحميكِ"».
إيمان يملأ القلب
وتكشِف: «في غرفتي مزار يحتضن صورة لقلب يسوع وتمثالًا للعذراء وصور قدّيسين. هناك أرفع صلاتي إلى يسوع وأمّه. أحبّ القدّيسين كلّهم، خصوصًا شربل، قدّيس لبنان والعالم. وقد تعرّفتُ أخيرًا إلى القدّيس كارلو أكوتيس، وأطلب حمايته لأولادي في أسفارهم. الإيمان هو أعظم ما أملك، فهو يمنحني القوّة والسلام».
وتزيد: «أشكر الربّ على نعمة الصوت الجميل، وعلى زوجي طوني الذي علّمني عمق الإيمان. أكثر ما أقدّره هو نعمة النفس، هذه الهبة الإلهيّة الثمينة. وكلّ يوم أضع ذاتي وأفراحي وما أملك بين يدي الربّ».
وتختِم خليفة: «أسأل كلّ إنسان أن يحيا التواضع، وأن يُفكّر في الإنسان الآخَر المتألّم قبل نفسه. هكذا يتجلّى جوهر هذه النعمة بالصورة الأبهى».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته