الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

الأب دافيد شعيا: الانتحار مأساة صامتة والكنيسة صوت رجاء

الانتحار صرخة صامتة ناجمة من ألم عميق/ مصدر الصورة: thanun vongsuravanich/Shutterstock

الانتحار صرخة صامتة ناجمة من ألم عميق. والكنيسة تعدّ الحياة عطيّة مقدّسة، لكنّها تنظر برحمة إلى من يمرّون بهذه التجربة. في هذا الإطار، يطلّ الأب دافيد شعيا، الراهب الأنطوني والمستشار في القانون الكنسي والباحث في العلوم اللاهوتية والليتورجية والفلسفية، عبر «آسي مينا» ليشرح موقف الكنيسة من هذه المأساة.

يقول شعيا: «في الماضي كان يُنظَر إلى الانتحار على أنه خطيئة مميتة تُناقض الوصية الخامسة: "لا تقتل". وكان يُفهَم أنّ المنتحر يرتكب خطيئة مميتة وهو في كامل وعيه، فيموت بلا توبة، ما يعني انفصاله عن الله».

الأب دافيد شعيا. مصدر الصورة: الأب دافيد شعيا

ويتابع: «لأنّ الصلاة الجنائزية تعبّر عن رجاء الكنيسة بقيامة الميت، كان يُعتبَر أنّ من غير اللائق أن تُرفَع على من مات رافضًا الله بفعل الانتحار. وعلى الصعيد الكنسي والاجتماعي، جاء هذا الامتناع وسيلةً تربوية وردعية للمجتمع، تحمل رسالة بأنّ الإنسان ليس سيّد حياته بل الله».

ويوضح: «بمرور الزمن، تطوّر موقف الكنيسة. فهي لم تعد تعدّ المنتحر بالضرورة رافضًا لله عن وعي كامل، إذ قد يكون مدفوعًا بمرض نفسي أو ألم روحي عميق يضعف إرادته. لذلك، يعلّم تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة (2280-2283): "لا يجوز أن نيأس من خلاص الذين انتحروا. الله وحده يعرف أفكارهم وقلوبهم، ويمكن أن يمنحهم إمكانية التوبة بطريقة سرّية لا ندركها". ومن الجانب الإنسانيّ، أدركت الكنيسة أنّ عائلة المنتحر تحمل ألمًا مضاعفًا فاختارت أن ترافقها برحمة».

ويُضيف: «هكذا، باتت الكنيسة تصلّي لأجل المنتحرين وتحتضن ذويهم، من دون أن تبرّر الفعل، تاركة الحكم لله وحده. كان الموقف سابقًا قائمًا على فهم صارم للخطيئة والحرّية الشخصيّة، ورسالة ردعية للمجتمع. أمّا اليوم، فالموقف صار أعمق لاهوتيًّا إذ بات يميّز بين الفعل والمسؤوليّة، وإنسانيًّا أصبح يحتضن المتألمين».

ويكشِف: «القانون الكنسي لا يفرض أيّ تقييد لحجم جنازة من أنهى حياته، والكنيسة لا تمنع إقامة جنازة كبيرة يشارك فيها المؤمنون، بل ترى في الحضور الواسع علامة تضامن ورجاء، ورسالة دعم للأهل».

ويردِف: «الدعم الروحي والدعم الاجتماعي ركيزتان لمساندة من يفكّر بالانتحار. المهم أن يشعر بوجود من يصغي إليه بلا أحكام. ويجب تشجيعه على طلب المساعدة وتذكيره بأنّ لحياته قيمة. ويساعد دمجه في جماعة داعمة أو نشاط اجتماعي على كسر عزلته».

ويختِم شعيا: «يا ربّ، اجعلني أسمع صوتك الذي يقول: "أنت ابني الحبيب، بك سُررت"، آمين».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته