كفردبيان, السبت 11 أكتوبر، 2025
في خطوةٍ تحمل الأمل والمجد، يستعدّ لبنان لخوض تجربة فريدة لدخول موسوعة غينيس عبر تنظيم الحفل الميلاديّ الأطول في العالم عبر 170 ساعة متواصلة من التراتيل. وهو حدث يضع لبنان مجدّدًا على الخريطة العالميّة، ويُحوّل أنغام الميلاد إلى رسالة هويّة وصمود.
أُعلِنَت هذه المبادرة رسميًّا مساء الجمعة في بكركي برعاية البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي وحضوره. وتخلّلَ الحدث عرضٌ موسيقيّ قصير قدَّم لمحة عن أجواء الحفل المرتقب، وسط حضور رسميّ وإعلاميّ.
تُشارك في الحفل المرنّمة ساندرا عقيقي التي تُدرّس الموسيقى وفنون المسرح في ثانويّة راهبات القلبَين الأقدسَين في منطقة كفردبيان. كرّست عقيقي مسيرتها لتشجيع الشباب على التعبير عن أنفسهم من خلال الفنّ والأداء، مؤكّدةً في حديثها لـ«آسي مينا» أنّ الحدث المنتظر هو أكثر من مجرّد عرض فنّي أو محاولة لكسر رقم قياسيّ. وقالت إنّ «عيد الميلاد هو زمن النور والوحدة والرجاء، وهي قيَم يحتاجها لبنان اليوم أكثر من أيّ وقت مضى. أردتُ تقديم شيء يُذكّرنا بهويّتنا نحن الشعب الصامد، والمبدع، والمؤمن. هذه المبادرة ليست مجرّد محاولة لكسر رقم قياسيّ، بل وسيلة لإحياء الفرح والفخر الوطنيّ من خلال الموسيقى».
يُقام الحفل بين 16 و23 ديسمبر/كانون الأوّل على مسرح راهبات القلبَين الأقدسَين في كفردبيان، ويسعى المشاركون فيه إلى تحطيم الرقم القياسيّ العالميّ. يضمّ البرنامج مزيجًا من التراتيل الميلاديّة التقليديّة والحديثة، بالعربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة، من الأناشيد الكلاسيكيّة إلى الترتيبات المعاصرة المفعمة بالفرح. وقد عدَّته المرنّمة احتفالًا بغنى الثقافة اللبنانيّة وتعدّد لغاتها، وهو يتمحور حول رسالة الميلاد: السلام والمحبّة والرجاء.
وفي ما يتعلّق بالاستعداد لماراثون موسيقيّ بهذا الحجم، أوضحت عقيقي أنّ التحضير تطلّب انضباطًا وجهدًا جماعيَّين استمرّا أشهرًا، مضيفة: «الأمر يحتاج إلى كثير من الالتزام والعمل المشترك. على مدى أشهر، عملنا على التدريب الصوتيّ، وتنظيم فترات الراحة، وتطبيق تقنيّات سليمة للحفاظ على الصوت. أمّا نفسيًّا، فنذكّر أنفسنا دائمًا بأنّ ما نفعله ليس مجرّد عرض، بل رسالة أمل. فكلّ مغنٍّ وعازف يُدرك أنّه جزء من شيءٍ أكبر منه».
وشرحت أنّ الحفل سيتواصل على مدى 170 ساعة، لكنّ المشاركين سيؤدّون أدوارهم ضمن فترات متعاقبة: «الحفل لن يتوقّف، لكنّ الفرق والجوقات والعازفين من مختلف المناطق سيتناوبون على المسرح لضمان استمرار الموسيقى بلا انقطاع. سيكون الانتقال بين الفِرَق سلسًا، تمامًا كصلاةٍ لا تنتهي تتجسّد في الغناء».
وتحدّثت عن أهمّية هذه المبادرة في لبنان، مشدّدةً على أنّ «شعبنا لم يتوقّف عن الإبداع والحلم والغناء رغم كلّ ما مرّ به بلدنا. تُعدّ هذه المحاولة رسالةً إلى العالم مفادها أنّ لبنان حيّ بالإيمان والفنّ والمحبّة». أمّا عن الرسالة التي يحملها هذا الحفل إلى العالم، فقالت: «لبنان يُعرَّف عنه بصموده وتناغمه، لا بمعاناته. من خلال هذا الحفل، نُذكّر العالم بأنَّ نشيدًا عظيمًا يحمل النور والسلام والوحدة إلى الجميع يُمكن أن ينبعث من قلب بلدٍ صغير».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته