الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

هل نؤدّي للربّ الشكر الواجب على عطاياه المجّانيّة؟

الإيمان يتطلّب اعترافًا دائمًا بأنّ الله هو مصدر كلّ نعمة/ مصدر الصورة: صفحة إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة في فيسبوك

يدعونا الإنجيل المقدّس إلى أن نكون جماعة شاكرين، عارفين أنّ احتياجاتنا مهما كانت كبيرة فنعمة الله الفائضة علينا أعظم وأشمل وتستحقّ الشكر على الدوام، كما يُعلّمنا القدّيس بولس: «اشكُرُوا في كلّ شيءٍ، لأنّ هذه هي مَشيئةُ الله في المسيح يسوع مِنْ جِهَتِكُم» (1 تس 5: 18).

لكنَّ عالمنا اليوم، إلى جانب ما يُعانيه مِن نقائص عدّة، يبدو أنّه نسيَ مجّانيّة العطاء وبذل الذات، فما عاد بالتالي يعرف معنى الشُّكر، «بل غدا كثيرون لا يعملون ولا يُنجزون إن لم يتوقّعوا مقابِلًا، مادّيًّا أو معنويًّا، والأدهى أنّ بعض خدّام الكنيسة يعتقدون أنّهم يصنعون لله معروفًا ويُمنّنونه بخدمتهم، فغدا العاملون بمجّانيّة في كَرْم الرّب قِلّة»، كما بيَّنَ الأب أنطوان شاكر زيتونة، الكاهن في أبرشيّة الموصل وعقرة الكلدانيّة، في حديثه عبر «آسي مينا».

الأب أنطوان زيتونة. مصدر الصورة: الأب أنطوان زيتونة

رحمة غير محدودة

وأحالَ زيتونة مَن يُعدّ الشُّكْر وسيلةً للظهور الاجتماعيّ، عِوَض أن يكون فعل إيمان، إلى رواية لوقا الإنجيليّ (17: 12-19) ومشهد البُرْص العشرة الصارخين إلى يسوع من عمق عزلتهم الروحيّة والجسديّة والنفسيّة التي تفرضها أحكام الشريعة (لا13: 45-46)، إذ تُعدّ كلّ أبرصٍ نجِسًا، قائلين: «يا ربّ، ارحمنا».

وشرح رؤية يسوع ولماذا لم يشفهم مباشرةً، بل أمَرَهم بأن يستجمعوا شجاعتهم وينطلقوا إلى أورشليم، المدينة المحرَّمة على أمثالهم، ليُروا أنفسهم للكهنة، فيتحقَّقوا من شفائهم ويأذنوا لهم بالعودة إلى الحياة الطبيعيّة، «كان هذا الأمر دعوةً إلى فعل إيمان وطاعة، فلم يُشفَوا فورًا، بل في الطريق، لأنّهم وثقوا بكلمة يسوع».

السامريّ الشاكر

وتابع: «يُريدنا الربُّ أن ندرك أنّ الشفاءَ الجسديّ وحدَهُ ليس كافيًا. فالعشرة نالوا نعمة شفاء الجسد، غير أنّ واحدًا فقط عاد ليشكر الله ويمجّده، وواصل التسعة الآخرون طريقهم، مستكبرين ومعتقدين أنّ من واجب يسوع أن يمنحهم الشفاء. والأغرب أنّ الشاكر كان سامريًّا، غريبًا عن الشعب المختار، لكنّه الوحيد الذي فهم أنّ الشفاء الحقيقيّ لا يكتمل إلَّا بالاعتراف بنعمة الله وتمجيده».

يكشف لنا الأبرص الشَّاكِر جوهر الإيمان الحقيقيّ، فالإيمان لا يقتصر على طلب الرحمة وقت الحاجة، بل يتطلَّب اعترافًا دائمًا بأنَّ اللهَ المُحِبّ والصالح، هو مصدر كلّ نعمة وعطيّة والمستحقّ كلّ شكران وعرفان.

وختم زيتونة حديثه مؤكِّدًا أنّ على الإنسان الصارخ إلى الله في ضيقه طالِبًا الرّحمة، ألّا ينسى، حين يُفرّج الله ضيقه ويمنحه ما يطلب من نِعَم وخيرات، مصدرها ومعطيها، فلا يكون ناكرًا لجميل الله وغير معترفٍ بفضل العطاء الإلهيّ.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته