الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

البابا لاوون: صرخة الإنسان ليست هربًا بل إعلان وجود

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس الذبيحة الإلهيّة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان يوم 27 يونيو/حزيران 2025/ مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

دعا البابا لاوون الرابع عشر إلى التعلّم من يسوع الصراخ برجاء في ساعة التجربة القصوى، مثل صرخته على الصليب.

رأى الأب الأقدس في تأمّل للمقابلة العامة الأسبوعية أنّ الموت ذروة حياة المسيح. وذكر أنّ يسوع أسلم الروح بعد صرخة شديدة؛ فصرخته لم تكن عابرة، بل من خلالها يمكن الاستنتاج أنّ صوته صوت إنسان يُسلّم الحياة بكامل إرادته.

صرخة تحتوي كلّ شيء

شدّد الحبر الأعظم على أنّ هذه الصرخة ليست مجرد تعبير عن ألم جسدي، بل تحتوي كل شيء: الألم والفقدان والإيمان والعطاء؛ فالربّ لا يموت بصمت، بل يُسلِّم ذاته بصوت يعلن الحبَّ حتى النهاية.

واستعرض لاوون لحظة نطق يسوع بكلمات المزمور 22: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». ورأى أنّ هذه التعابير ليست صرخة فقدان إيمان، بل هي تجلٍّ لأقصى درجات الثقة بالله رغم غيابه الظاهري. فالابن الأزلي، وهو في أشدّ لحظات الألم، لا يوجّه الاتّهام للآب بل يتوجّه إليه.

الألم باب لحضور الله

تابع الأب الأقدس أنّ في تلك اللحظة، تغيّر شيء في العالم. فأظلمت السماء وانفتح الهيكل على العالم ولم يعد الله مختبئًا خلف الستارة، بل كشف ذاته في جسد المصلوب… وهكذا صار الألم بابًا لحضوره. وبيّن البابا أنّ الغريزة البشرية تميل إلى كبت صرخة الإنسان وربطها بالضعف، لكن في إنجيل الصلب للصرخة قيمة روحية عميقة، إذ تغدو صلاةً أو تسليمًا أو رجاءً.

وأضاف أنّ الإنسان يولَد صارخًا ليقول إنّه حيّ، ويعود ليصرخ في الحبّ والألم والأمل. فالصرخة ليست هربًا، بل إعلان وجوده. والمسيح يُظهر لنا كيف نعيش الألم من دون أن نكتم الصوت، لا بالصراخ ضدّ الله بل بالصراخ إليه.

وأكّد لاوون أنّ حبس الألم يقودنا أحيانًا إلى الانطفاء، أما الصوتُ الصادق فيُبقينا أحياء. وفي ختام كلمته، أشار إلى أنّ صرختنا تصبح فعلَ إيمان متى وُجّهت إلى الله.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته