الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

أيقونات تروي حكاية إيمانٍ لا يتزعزع ورجاءٍ لا يخيِّب

أيقونتان في كنيسة مار بطرس للسريان الكاثوليك في دهوك./ مصدر الصورة: صفحة السريان الكاثوليك في فيسبوك

لم يدرس الشمّاس إبراهيم لَلّو الفنّ  أكاديميًّا، لكنّه عاش في خلال سنوات تهجيره قسرًا عن بلدته برطلّة خبراتٍ عدّة من الألم والأمَل صقلَت موهبته الفطريّة وطوّرتها، مِن رسم لوحاتٍ عاديّة إلى كتابة أيقوناتٍ تُزيّن الكنائس وتروي حكاية إيمانٍ لا يتزعزع ورجاءٍ لا يخيِّب.

في خلال سنوات النزوح في عنكاوا، أسهَمَ حضور المنظّمات الإنسانيّة وعملها مع المسيحيّين المهجَّرين قَسرًا من الموصل وبلدات سهل نينوى، في تشجيع لَلّو وموهوبين كثيرين على صقل مواهبهم وتطويرها، كما شرح في حديثه عبر «آسي مينا».

وبيَّنَ أنّ إتقانه اللغة الفرنسيّة عبر دراسته سنواتٍ في معهد مار يوحنّا الحبيب الكهنوتيّ، رغم عدم اكتمالها إثر إغلاقه حينئذٍ، يَسَّر تواصله مع عاملين في منظّماتٍ إغاثيّة فرنسيّة نشطت بين عامي 2014 و2017 في دعم المهجَّرين قسرًا، ما فتح أمامه أبوابًا جديدة للإبداع.

وعن خطواته الأولى في كتابة الأيقونات، قال لَلّو إنّ أكثرها وضوحًا شَرَعَ بتشجيع كاهنٍ فرنسيّ طلب منه كتابة أيقونتَين: إحداهما للقدّيسة حنّة والدة العذراء والأخرى لمارت شموني وأولادها السبعة، لتُزيِّنا مذبح كنيسة القدّيسة حنّة التي تبرّع محسن فرنسيّ بإنشائها على حدائق مزار مارت شموني في عنكاوا.

أيقوناتٌ كتَبَها إبراهيم لَلّو. مصدر الصورة: إبراهيم لَلّو.

يفتخر لَلّو اليوم بأيقوناتٍ كتبها لتزيِّن كنائس عدّة للسريان الكاثوليك في عنكاوا وبرطلة وبغديدا ودهوك وسواها، إلى جانب عمله على إنجاز أيقونَتَين كبيرَتين لرعيّة العائلة المقدَّسة في ليون الفرنسية وأخرى لأبرشيّة دهوك الكلدانيّة عنوانها «من بابل إلى حلول الروح القدس».

بركة ونعمة

وعن مشاركته في رسم أيقونات العذراء «أمّ المسيحيّين المُضْطَهَدين» المنتشرة في مزاراتها حول العالم، قال: «أشعر ببركة عظيمة وأنا أكتب الأيقونات، وأيقونات أمّنا القدّيسة بخاصّة، إنّها نعمة كبيرة».

وتابع: «رحّبت بطلب الأب بندكت كايلي كتابة هذه الأيقونة، عقب اطّلاعه على نتاجاتي. مريم هي أمّ أوّل المُضْطَهَدين وأوّل من عانى التهجير في المسيحيّة حين نزحت العائلة المقدّسة إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، فأمّنا سبقتنا في عيش هذه الخبرة، والأيقونة ترمز إلى الشفاعة والعون اللّذين تُقدّمهما لأبنائها المضطهدين والضعفاء».

تُشابه هذه الأيقونة، المرسومة بالألوان الزينيّة على خشب، أيقونات شهيرة للعذراء، لكنّها متميّزة باللمسات التي أضافها لَلّو، ففوق الهالة المحيطة برأس العذراء كُتِبَت باللغة السريانيّة بالخطّ الغربيّ عبارة «مريم أمّ المضطهدين»، وحول هالة الطفل يسوع هناك الحرفان الأوّل والأخير في الأبجديّة السريانيّة «أولَف وتاو»، في إشارة إلى كلمات ربّنا: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» (رؤ 1: 8). 

يجتهد لَلّو في توظيف الرموز الإيمانيّة في أيقوناته، مستفيدًا من دراسته الفلسفة واللاهوت، ويسعى إلى توجيه موهبته نحو إبداع أيقونات تحكي إيمان مسيحيّي العراق وتتأمّل في رجائهم المبدِع زمانَ التهجير القسريّ وعقب عودتهم إلى أرضهم التاريخيّة. 


اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته