الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

بين «القِيم المحمديّة» و«الكتاتيب»… خطاب الدولة المصريّة محطّ انتقاد

السيسي يشارك في احتفالات عيد الميلاد مطلع العام الحاليّ في كاتدرائيّة ميلاد المسيح-العاصمة الإداريّة الجديدة./ مصدر الصورة: المتحدّث الرسميّ لرئاسة جمهوريّة مصر العربيّة

بعد ساعات من كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في احتفال عيد المولد النبوي، اشتعل الجدل في الأوساط الإعلامية والاجتماعية. فقد أثارت عبارته عن ضرورة "إحياء القيم والأخلاق المحمدية في كلّ مفاصل الحياة" استياء قطاع من المثقفين والناشطين المسيحيين، الذين اعتبروا أنّ الخطاب -وإن جاء في سياق احتفالي ديني- يتجاهل حقيقة أنّ رئيس الجمهورية يخاطب شعبًا متنوعًا دينيًّا وفكريًّا، لا المسلمين وحدهم.

رأت الصحافية المصرية ابتسام كامل أنّ التعبير عن «القيم المحمدية» يفتح الباب لتأويلات سياسية خطيرة. وكتبت: «كنت أتمنى أن يقال القيم الدينية المشتركة أو القيم الوطنية، فهي القاعدة الحقيقية التي تبنى عليها الدول المدنية. أما اختزال الخطاب في مرجعية دينية واحدة، فيذكّرنا بقول الرئيس أنور السادات: "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة"، وبتوجّهه الديني الذي خلّف ندوبًا طائفية ما زلنا نعانيها حتى اليوم».

بدوره، اعتبر المحامي شريف رسمي أنّ تصريحات الرئيس «تكرِّس الدولة الدينية»، خصوصًا أنّها ترافقت مع تقديم وسام العلوم والفنون إلى الشيوخ على حساب العلماء والفنانين، في ما يراه «تأسيسًا لمنظومة تستند إلى المقاصد الشرعية بصفتها إطارًا حاكمًا للحياة العامة».

خلفيّة تعزِّز القلق

تلتقي تصريحات السيسي مع مبادرة وزير الأوقاف المصري أسامة الأزهري مطلع العام الجاري لإحياء نظام الكتاتيب في البلاد. وقبل نحو شهر، أثار الأزهري جدلًا بإعلانه أنّه، بعد الانتهاء من وضع «مبادئ الكتاتيب»، سيتوجّه إلى البابا تواضروس الثاني ليعرضها عليه كي تُدرّس للأطفال المسيحيين في الكنيسة.

وجاءت ردود الأفعال حادةً أيضًا، إذ رأت الصحافية كامل أنّ المبادرة «محاولة غير بريئة لتمرير أسلمة ناعمة في المجتمع عبر استهداف الأطفال المسيحيين». بينما انتقد ناشطون ما عدّوه تهميشًا لدور الكنيسة ووزارة التعليم معًا لصالح هيمنة دينية على العملية التربوية. أما أحد رجال الدين المسيحيين المصريين في المهجر، فطرح تساؤلاً بارزًا: هل سيقبل المسلمون أن يأتي البابا بخطة مستمدة من الإنجيل لتعليم الأطفال المسلمين؟ 

وأشار أحد المواطنين إلى أنّ التجربة الأجدر بالاقتداء ليست الكتاتيب التقليدية التي تقوم على الحفظ الأعمى، بل نموذج مدارس الراهبات التي أسهمت عقودًا في تخريج أجيال متعلمة ومنضبطة من دون إدخال المجتمع في دوامات طائفية.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته