الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

كيف يساعد التوازن الروحيّ والنفسيّ في تجنّب الإصابة بالاكتئاب؟

الاكتئاب يُشعِر الشخص بحزن عميق وبفقدان الاهتمام وانعدام القيمة/ مصدر الصورة: Amanda Carden/Shutterstock

الاكتئاب اضطرابٌ في المزاج يُرافِقه شعور مستمرّ بالحزن وفقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة المعتادة، ما يؤثّر في أفكار الفرد وسلوكيّاته اليوميّة. ولا يُعدّ الاكتئاب مجرّد شعور سيّئ عابر، بل هو مرض يمكن أن يؤثّر في حياة الفرد إلى حدّ كبير، ويحتاج إلى عناية طبّية وعلاج متخصّص. لتسليط الضوء على هذا الموضوع، تطلّ عبر «آسي مينا» المتخصّصة في علم النفس د. أحلام عوّاد لتُخبرنا عن الاكتئاب وأسبابه وسُبل الوقاية منه.

تقول عوّاد: «الاكتئاب اضطرابٌ نفسيّ يؤثّر في المزاج والتفكير والسلوك ويُشعر الشخص بحزن عميق وبفقدان الاهتمام وبانعدام القيمة أو الأمل. أهمّ ملامحه: مشاعر دائمة من الحزن أو الفراغ، فقدان الشغف بالأشياء التي كان الشخص يُحبّها، تعب مستمرّ أو فقدان للطاقة، تغيّرات في النوم (أرق أو نوم مفرط)، تغيّرات في الشهيّة أو الوزن، أفكار سلبيّة أو لوم ذاتيّ أو حتّى ميول انتحاريّة أحيانًا، وبطء في التفكير أو الحركة أو الحديث. أمّا في ما يخصّ أنواع الاكتئاب، فهي: اكتئاب خفيف، متوسّط، وشديد، اكتئاب موسميّ، اكتئاب ما بعد الولادة، واضطراب اكتئابيّ مستمرّ».

د. أحلام عوّاد. مصدر الصورة: أحلام عوّاد

وتزيد: «أسباب الاكتئاب هي: أوّلًا بيولوجيّة (عضويّة)، وتتمثّل في اختلال كيمياء الدماغ: نقص أو خلل في النواقل العصبيّة مثل السيروتونين، النورإبينفرين، والدوبامين، ووراثيّة: وجود تاريخ عائليّ للاكتئاب، مشكلات في الغدد الصماء مثل اضطراب الغدّة الدرقيّة، وأمراض جسديّة مزمنة كالسرطان، السكّري، أمراض القلب، وغيرها. أمّا ثانيًا فهناك الأسباب النفسيّة: تقديرٌ منخفض للذات أو احتقار للذات، الاجترار الفكريّ مثل التفكير المفرط في الإخفاقات والماضي، الصدمة النفسيّة: كالتعرّض للإهمال أو سوء المعاملة في الطفولة».

وتواصل حديثها: «في النقطة الثالثة، هناك الأسباب الاجتماعيّة والبيئيّة: العزلة الاجتماعيّة أو فقدان الدعم الأسريّ، والفقر أو البطالة أو فقدان الأمان الاقتصاديّ، والصراعات العائليّة أو الزواج غير المستقرّ، والحزن على وفاة قريب أو حصول انفصال. ونصل إلى النقطة الرابعة والأخيرة التي تتعلّق بالأسباب الروحيّة أو الوجوديّة: فقدان المعنى أو الهدف في الحياة، انقطاع العلاقة الروحيّة أو التوتّر الروحيّ، الذنب غير المعالَج أو الإحساس بعدم الغفران. وكلّ سبب قد يتفاعل مع الآخَر، ما يُنتج درجات متفاوتة من الاكتئاب، من خفيف إلى حادّ».

وتوضِح: «يُوصى باستخدام أدوية مضادّة للاكتئاب عندما تتجاوز الأعراض النفسيّة والوجدانيّة قدرة الشخص على التحمّل أو المعالجة الذاتيّة أو العلاج بالكلام. ويُنظَر في العلاج الدوائيّ عندما يُلاحَظ وجود تدهور واضح في المزاج والسلوك، صعوبة في تأدية الوظائف اليوميّة، وجود أفكار سوداويّة أو ميول انتحاريّة، وفشل المحاولات غير الدوائيّة في تحسين الحالة. في أوّل نوبة اكتئاب، تستمرّ مدّة العلاج غالبًا من 6 إلى 12 شهرًا بعد تحسّن الأعراض. وفي حالات الانتكاس المتكرّر أو الاكتئاب المزمن، قد تمتدّ المدّة إلى سنة أو أكثر حسب تقدير الطبيب. أمّا الانقطاع عن الدواء فيجب أن يكون تدريجيًّا وبإشراف طبّي، لتفادي الانتكاس أو أعراض الانسحاب».

وتكشِف: «هناك وسائل عدّة لتجنّب الاكتئاب، منها التوازن الروحيّ والنفسيّ: الصلاة والتأمّل اليوميّ، قراءة الكتاب المقدّس باستمرار، الثقة بمحبّة الله، وعدم العيش وسط الشعور بالذنب المستمرّ، إلى جانب الدعم الاجتماعيّ مثل المحافظة على علاقات صحّية مع العائلة والأصدقاء، ومشاركة المشاعر وعدم العزلة، فضلًا عن العناية بالجسد عبر النوم بشكل منتظم وكافٍ، واتّباع نظام غذائيّ صحّي ومتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام. من الممكن أيضًا إدارة التوتّر والضغوط عبر تعلّم مهارات الاسترخاء (تنفّس عميق، تأمّل)، والتنظيم الجيّد للوقت وتخفيف المسؤوليّات المرهِقة، والعمل على أهداف صغيرة وواقعيّة، ذلك أنّ الشعور بالإنجاز اليوميّ حتّى في الأمور البسيطة يُعزّز المعنويّات. كذلك، يجب الابتعاد عن المحفّزات السلبيّة مثل المقارنة المستمرّة بالآخرين، وتكرار التفكير السلبيّ أو الغرق في الماضي».

وتختِم عوّاد: «الوقاية لا تمنع الاكتئاب دائمًا، لكنّها تُقلّل احتماله أو تساعد على تجاوزه في سرعة أكبر».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته