«ليلة النجوم»... لقاء مريم العذراء وتريزا الطفل يسوع في ليزيو الفرنسيّة

روما, الجمعة 8 أغسطس، 2025

تروي القديسة تريزا الطفل يسوع، في كتاب «قصّة نفس»، عن مساء خريفيّ، كانت عائدة فيه مع والدها من زيارة منزل خالها. وفي خلال الرحلة، رفعت عينَيها إلى السماء فلاحظت كوكبة الجبار كما لو أنّها تُشكّل الحرف الأول من اسمها. حينها، شعرت بأنّ اسمها مكتوب في السماء وبأنّ الله يناديها من بين النجوم.

ولاستعادة هذا الحدث واستذكار علاقة تريزا المميّزة بالعذراء مريم، تنظّم بازيليك ضريح البارّة في ليزيو الفرنسيّة، لقاءً بمناسبة عيد انتقال السيّدة يجمع الإيمان والعلم.

«نجمة تريزا الهادية»

في 15 أغسطس/آب، وبعد القداس والتطواف في حدائق المزار، يبدأ في تمام الساعة 20:30 حدث بعنوان: «ليلة النجوم». ويمكن للمشاركين فيه زيارة قبة البازيليك لرصد نجوم السماء بإشراف خبراء. تُنظَّم هذه المبادرة بالشراكة مع مركز «باليوسبايس» في فيليه سور مير. وتهدف إلى إحياء العلاقة العميقة التي جمعت القديسة تريزا الطفل يسوع ووالدَيها، القديسَين لويس وزيلي مارتان، بالعذراء مريم، «نجمة تريزا الهادية» مرافقتها منذ طفولتها، وشافيتها بقوة ابتسامتها.

«زال شعوري بالألم»

في 13 مايو/أيار 1883، كانت تريزا في الحادية عشرة من عمرها تصارع مرضًا غامضًا لم يفهمه الأطباء. وفي حين خيّم اليأس على الجميع، حدّقت الطفلة في تمثال صغير للعذراء مريم، فحدث ما لا يُصدَّق. وكتبت تريزا في سيرتها الذاتية: «لم أجد أي عون على الأرض، فاتجهتُ بقلبي كلّه نحو أمي السماوية، وتوسّلت إليها أن ترحمني... فبدت لي العذراء، فجأةً جميلة لدرجة لم أعاين مثلها من قبل. فأشرق وجهها بحنان لا يوصف، لكن ما اخترق أعماقي كان "ابتسامتها الساحرة"... وفي لحظة، زال شعوري بالألم».

«العذراء المبتسمة»

منذ تلك اللحظة، أصبحت «العذراء المبتسمة» حاضرة في قلب تريزا، تُرافقها في الصلاة، وتُلهمها في الكتابة، وتعزّيها في مرضها الأخير داخل دير الكرمل. فوُضع تمثال العذراء الصغير فوق سرير القديسة الفرنسيّة حتى لحظات حياتها الأخيرة.

ويمكن للحدث المنظَّم في 15 أغسطس/آب أن يتحوّل إلى خبرة شبيهة، ليسمح بالتقرّب من يسوع عبر العذراء مريم. فوفقًا لتريزا: «أيّتها العذراء البريئة من كلّ دنس! أنتِ نجمتي الحنون التي تهديني إلى يسوع وتوحّدني به. يا أمي! اسمحي لي بأن أرتاح تحت ظلّ ردائك لهذا اليوم فقط».