الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت... عبد الساتر: لن نهادِن حتّى تحقيق العدالة

بيروت, الاثنين 4 أغسطس، 2025

في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت (4 أغسطس/آب 2020)، يتكرّر المشهد السنويّ: قدّاس إلهيّ في عمق العاصمة اللبنانية، تليه وقفة شعبيّة تكريمًا لأرواح الراحلين وجراح المصابين، ومطالَبةً بتحقيق العدالة.

أقيمت الذبيحة الإلهية ظهر اليوم برعاية البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، واحتفل بها راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، في كنيسة مار يوسف-الأشرفية، بيروت بحضور عدد من أهالي الضحايا والمؤمنين.

وقال عبد الساتر في عظته: «كلّفني غبطة البطريرك بأن أؤكّد لكم محبّته ووقوفه إلى جانبكم دومًا للوصول إلى الحقيقة والعدالة». وأضاف: «إلى أحبائنا وشهداء الأنانية والشرّ والتسلّط نقول: خمس سنوات مرّت وأنتم حاضرون دومًا فينا، في روحنا وقلبنا وفكرنا؛ نحملكم معنا حيثما حللنا ونخبر عنكم من حولنا بلا ملل. خمس سنوات مرت ونحن لا نزال نراكم كلّ يوم في جوانب البيت لأنّكم ما غادرتموه قطّ».

وتوجّه عبد الساتر إلى المسؤولين قائلًا: «إنّ دماء الأبرياء تصرخ نحو الله طالبةً العدل لها وهو يسمعها. فلا تظنّوا أنّه سيغفل عنكم ولو اختبأتم في أعماق الأرض أو احتميتم بزعيم فاسد أو اشتريتم ضمير قاضٍ مرتشٍ. ما زلتم، ومنذ خمس سنوات، تناورون وتكذبون وتعطّلون متذرّعين بحصاناتكم ومحتمين خلف أسوار أتباعكم».

وختم: «لن نهادن ولن نتراجع ولن نتوقف عن المطالبة بتحقيق العدالة. ستروننا واقفين أمامكم أينما كنتم حاملين صور أحبائنا لتروا وجوه من تسبّبتم في موتهم وجراحاتهم. ستروننا واقفين في قصر العدل حاملين صورهم حتى لا يتأخر أيّ قاضٍ عن الاضطلاع بواجبه في هذه القضية».

وقفة شعبيّة رمزيّة

بعد الظهر، يُنظَّم تحرّك شعبي تتخلله مسيرتان تنطلق الأولى من ساحة الشهداء، والثانية من أمام فوج إطفاء بيروت-الكرنتينا، وتلتقيان مساءً أمام تمثال المغترب-مدخل مرفأ بيروت، حيث تقام وقفة رمزية تكريمية. وتُقرَع أجراس كنائس بيروت في تمام الساعة السادسة وسبع ودقائق، وتُضاء الشموع على نيّة راحة أنفس الضحايا وشفاء المصابين.

وكان الراعي طالب في قدّاس يوم أمس «القاضي طارق البيطار بممارسة صلاحياته القضائية كاملة، إظهارًا للحقيقة، وصونًا للعدالة، وضمانةً للقضاء الحر الذي يعلو الجميع من دون أي حصانة».