عمّان, الأحد 27 يوليو، 2025
يعدُّ المسيحيّون في الأردن من أقدم المجتمعات المسيحيّة على مستوى العالم، إذ استقرّوا في هذه المنطقة منذ بداية القرن الأوّل الميلاديّ، وكان لهم دور بارز في الأراضي المقدّسة، مهد المسيحيّة.
يرتبط كثيرٌ من المسيحيّين في الأردن بأصول تاريخيّة تعود إلى الغساسنة والقبائل العربيّة القديمة مثل لخم منذ القرن السابع الميلاديّ. وقد كان لهم دور فاعل في الثورة العربيّة الكبرى بين عامي 1916 و1918، إذ شاركوا إلى جانب إخوانهم المسلمين في مقاومة القوّات العثمانيّة.
وأسهَم المسيحيّون بشكل بارز في بناء الدولة الأردنيّة الحديثة، إذ كان لهم دور كبير في كثير من المجالات الأساسيّة مثل التعليم، الصحّة، التجارة، الزراعة، السياحة، والعلوم. إلى ذلك، يُواصل المسيحيّون إدارة العديد من المؤسسات المسيحيّة المهمّة، بما في ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات التي تقدّم خدمات حيويّة للمجتمع الأردنيّ.
ورغم غياب إحصاءات رسميّة دقيقة، تشير تقديرات غير رسميّة إلى أنّ نسبة المسيحيّين في الأردن تتراوح بين 2 و4% من إجماليّ عدد السكّان.
كنائس الأردن
يتنوّع المشهد الدينيّ المسيحيّ في الأردن ويضمّ عددًا من الطوائف. وأبرز الكنائس هي: الكاثوليكيّة التي تتبع بطريركيّة اللاتين في القدس، والأرثوذكسيّة التي تتبع بطريركيّة الروم الأرثوذكس المقدسيّة، إضافة إلى كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك، وكنيسة الأرمن الأرثوذكس، والكنيسة المارونيّة، والكنيسة الأنغليكانيّة، فضلًا عن الكنائس الآشوريّة. وتُمثّل هذه الطوائف غالبّية المسيحيّين في الأردن.
وفي الجانب الآخَر، توجد كنائس للأقلّيّات مثل الكنيسة اللوثريّة، والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، والسبتيّة، والكنيسة الخمسينيّة، وكنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيّام الأخيرة، والكنائس المشيخيّة.
إلى جانب الطوائف المعترف بها رسميًّا، هناك أيضًا مجموعات دينيّة تمارس أنشطتها بحرّية، رغم عدم اعتراف الحكومة بها. تشمل هذه التجمّعات الكنيسة الإنجيليّة الحرّة، وكنيسة الناصريّ، والكنيسة المعمدانيّة، والتحالف المسيحيّ التبشيريّ.
ويتمتّع المسيحيّون في الأردن بمستوى عالٍ من الاندماج الاجتماعيّ، إذ يعيشون في بيئة تتميّز بالحرّية والاحترام المتبادل. وهم يشكّلون جزءًا أساسيًّا من النخبة السياسيّة والاقتصاديّة في المملكة، وينتمي معظمهم إلى الطبقتَين الوسطى والعليا. كذلك، يتمتّع المسيحيّون بفرص اقتصاديّة واجتماعيّة جيّدة، ممّا يُميّزهم عن كثير من المجتمعات في منطقة الشرق الأوسط.
ويتمركز المسيحيّون في شمال الأردن وجنوبه، بخاصّة في مناطق مادبا وعجلون والحصن والفحيص والكرك، وهم مُمثَّلون في البرلمان بتسعة مقاعد من أصل 110. كما أنّهم ممثّلون في الحكومة ومختلف مؤسّسات الدولة وأجهزتها الرسميّة. ويشغل عدد منهم مناصب وزاريّة مهمّة. كما أنّ بينهم سفراء وأشخاصًا بلغوا رتبًا عسكريّة عالية.
ويُسمَح للمسيحيّين في القطاعَين العامّ والخاصّ بترك العمل لحضور قدّاس يوم الأحد، والاحتفال علنًا بالأعياد المسيحيّة والاحتفالات الدينيّة كلّها. وقد أنشأ المسيحيّون علاقات جيّدة مع العائلة الهاشميّة والعائلة المالكة والحكومة ومسؤولين أردنيّين مختلفين، ولديهم محاكمهم الكنسيّة الخاصّة لمسائل الأحوال الشخصيّة.
يضمّ الأردن عددًا من المواقع المقدّسة التي لها أهمّية تاريخيّة ودينيّة، منها مواقع مثل بيت عنيا على نهر الأردن، حيث عَمَّد يوحنّا المعمدان يسوعَ المسيح، وجبل نيبو حيث نظر موسى إلى أرض كنعان. كما توجد الخور الصغيرة في الشمال حيث تصارع يعقوب مع الملاك، إضافة إلى العديد من المواقع الأخرى مثل قبر هارون وموقع قلعة بني عمون.
أمّا بالنسبة إلى المواقع المسيحيّة التاريخيّة، فإنّ مادبا تُعدّ أبرزها بفضل كنائسها القديمة وفسيفسائها الشهيرة. إلى ذلك، يوجد عدد من القلاع العربيّة والصليبيّة، مثل قلعة عجلون العائدة إلى فترة الحروب الصليبيّة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته