الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

أجمل من السماء... عمل الروح القدس في المؤمن بحسب القدّيس بونافنتورا

لوحة للقديسَين بونافنتورا من بانيورجيو وفرنسيس الأسّيزي بريشة الفنّان جيرولامو دا سانتا كروتشي في كنيسة دير بشارة السيّدة العذراء-جزيرة كوشليون الكرواتيّة/ مصدر الصورة: Zvonimir Atletic/Shutterstock

في 15 يوليو/تمّوز من كلّ عام، تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بالذكرى الليتورجيّة للقدّيس بونافنتورا من بانيورجيو (1221-1274). واشتهر الأخير عبر العصور بكتاباته اللاهوتيّة وعمله لخدمة الكنيسة في قيادة الرهبنة الفرنسيسية.

جمع ملفان الكنيسة في كتبه سعة الاطّلاع والتقوى الكبيرة. وحمل اللقب الكارديناليّ واجتهد في التحضير لمجمع ليون الثاني. وانطلاقًا من فكره العميق، نستخلص هنا كيفيّة عمل الروح القدس في نفس المؤمن.

تشخيص المحبّة

وصف الدكتور السيرافيمي الروح القدس بـ«تشخيص المحبّة»، أي أنّه المحبّة في ذاتها. فأصل الروح القدس، بحسب قوله، المحبّة بين الآب والابن؛ والروح يجمع الآب والابن بالمحبّة.

في كتابه «الخطاب القصير»، عدّد بونافنتورا بعض ما يفعله الروح القدس في نفس المؤمن من خلال النعمة. واعتبر عمله الأساسي تطهير النفس وإنارتها وإيصالها إلى الكمال. فالروح يحيي النفس ويرفعها ويجعلها مقبولة عند الله، متممًا بذلك عمل ابن الله الخلاصي.

أجمل من السماء

شرح اللاهوتيّ الفرنسيسيّ أنّ بعض خصائص الروح القدس هي: الخير والعطاء والإحسان. فالروح يسعى إلى تخصيب الخلق والخلاص مسهمًا في حفظ الخليقة وتحسينها. ومن خلال الروح يصبح فداء المسيح «مربحًا» للمؤمن، وفق قوله.

ليس الروح القدس، بالنسبة إلى بونافنتورا، مجرّد رابط أزلي بين الآب والابن، بل أيضًا ما يجمع الإنسان بالله، عبر عطيّة النعمة. وفي كتبه، أضاف اللاهوتيّ أنّ الروح يعطي تصرّفات داخلية ثابتة في نفس المؤمن، فيصبح ممكنًا له بلوغ القداسة والانفتاح على الخلاص عبر النعمة. ومع الروح القدس، تصير النفس «أجمل من السماء ومن الكون أجمع، لأنّها تتحوّل إلى عرش الله» (في العطايا، 1: 7).

تعزية بقوّة الغفران

يعزّي الروح القدس الإنسان الخاطئ بقوّة الغفران، وفق الراهب الفرنسيسي. والروح البارقليط يدافع عن المؤمن المنخرط في تساؤلات عن إيمانه ودحض لأفكار مخاصميه؛ فمهمّة الروح قيادة تلاميذ ابن الله إلى معرفة الحقيقة الإيمانيّة كاملةً في التعليم والحياة والعدل.

ويمكن التعرّف إلى عمل الروح في الإنسان من خلال ظهور الرأفة في أعماله. عبر الرأفة، يسعى الروح، بحسب بونافنتورا، إلى إشعال نار المحبّة التي تجمع بالمسيح، فيظهر الروح نبعَ تعزيةٍ وفرحٍ يسمح للخير بأن يكون فاعلًا وللسير إلى المجد بأن يغدو مستطاعًا.

وبغية إفساح المجال لعمل الروح في المؤمن، ربّما يجب البدء عبر الإصغاء إلى قول القدّيس بونافنتورا: «ثِقْ برأفة الروح القدس تُطَهَّر من صدمات الخطيئة وتشوّهاتها» (عظات الأحد، 50: 9).

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته