إطلاق عيد الزوجَين... الراعي: الأزمات تحاصِر العائلة في لبنان

الديمان, الأحد 13 يوليو، 2025

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ العائلة، على الرغم من التحديات، قادرة على أن تكون مهد القداسة إذا تأسّست على الإيمان وانفتحت على النعمة وسلكت طريق المحبة المتبادلة والتضحية الصامتة.

جاء ذلك في خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه الراعي في المقرّ البطريركي الصيفي-الديمان في الأحد السادس من زمن العنصرة وبمناسبة إطلاق عيد الزوجَين.

وقال: «شاءت حركة "فرق السيدة" أن يكون قدّاسنا اليوم فاتحة "عيد الزوجين"، كما يوجد "عيد الأمّ" و"عيد الأب" و"عيد العائلة". وترغب في أن يصبح هذا العيد سنويًّا يجدّد فيه الزوجان العهد بينهما، ويؤكّدان أنّ سرّ الزواج هو في ذاته دعوة ورسالة ومسيرة خلاص».

وتابع الراعي: «فيما نحن نحتفل بهذا العيد الجديد ترافقنا نعمة عظيمة من السماء، هي حضور ذخائر القدّيسَين الزوجَين لويس وزيلي، والدَي القدّيسة تريزا الطفل يسوع، واللذين أعلنهما البابا فرنسيس قدّيسين معًا عام 2015. وقد عاشا حياتهما في نور الإنجيل بالعمل والتربية والصلاة والتضحية. وأظهرا أنّ العائلة التي تبني بيتها على الصخرة، صخرة الإيمان، لا تهزّها عواصف الحياة. من بين أولادهما التسعة، واجها وفاة أربعة منهم، فيما خمس بنات دخلنَ الحياة الرهبانيّة. فكانت القدّيسة تريزا الطفل يسوع، بحسب شهادة القدّيس البابا بيوس العاشر: "أعظم قدّيسة في العصر الحديث". وقد قالت يومًا: "تعلّمت القداسة من والدَيّ". إنّها بزيارة ذخائرها لبنان في هذه الأيّام، تنثر ورود النعم على هذا الوطن وشعبه».

وأشار الراعي إلى أنّ في خضم ما نعيشه من أزمات وضغوط اقتصادية واجتماعية تحاصر العائلة في لبنان، تبقى الأخيرة النواة الصامدة والحصن الأخير والمدرسة الأولى الطبيعية والمجتمع الأول في الأرض.

ورأى أنّ حين تُبنى العائلة على الإيمان يُبنى الوطن على الرجاء. «فكلّ عائلة تعيش حبّها بأمانة تُسهم في بناء لبنان الجديد، لبنان الدولة المتنوعة ثقافيًّا ودينيًّا، لبنان الرسالة والتلاقي، لبنان الإنسان، لبنان العيش المشترك المنظَّم في الدستور بروح الميثاق الوطني».

وختم الراعي: «فلتكن أمّنا مريم العذراء، شفيعة فرق السيّدة وسيّدة جميع الشعوب، رفيقة درب الأزواج ونجمة عائلاتنا ومثال الطاعة والثقة والتسليم لمشيئة الله».