راعٍ جديد لأبرشيّة بعلبك الملكيّة… من هو مخّول فرحا؟

بعلبك, الأحد 22 يونيو، 2025

اختبرت أبرشية بعلبك اللبنانية وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك في خلال السنوات الماضية غياب راعٍ أصيل يتولى شؤونها، على الرغم من الحضور الملكي المميز فيها، خصوصًا على مستوى الشبيبة. وتولى شؤون الأبرشية ظرفيًّا راعي أبرشية طرابلس وسائر الشمال المطران إدوار جاورجيوس ضاهر، بصفته مدبرًا بطريركيًّا.

وفي العام الماضي، عُيّن الأرشمندريت يوسف شاهين، ابن الرهبانية الباسيلية الشويرية، نائبًا أسقفيًا على الأبرشية، إلى أن جاء الإعلان المنتظر من سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك أخيرًا بانتخاب الأب مخّول فرحا مطرانًا جديدًا لأبرشية بعلبك وتوابعها. فهل يحمل هذا الانتخاب بداية مرحلة جديدة من الدينامية الكنسية والحضور الملكي المتجدد في بعلبك والمنطقة؟

تكوين علميّ ولاهوتيّ

وُلد مخّول خليل فرحا في بلدة رأس بعلبك عام 1959، وأبرز نذوره الرهبانية الدائمة في رهبانية الكرمليين الحفاة عام 1983، قبل أن يُرسم كاهنًا في العام التالي. حظي بتكوين أكاديمي قانوني، إذ نال إجازتين في الفلسفة واللاهوت، والحقّ القانوني الكنسي، إضافة إلى دبلوم في قانون الحياة الرهبانية ولاهوتها، وآخر في التواصل الاجتماعي.

برز فرحا في مجال الخدمة الرهبانية والإدارية، إذ تولى رئاسة دير سيدة جبل الكرمل في بلدة الحازمية اللبنانية بين عامي 1999 و2002. انتُخب بعدها مباشرة رئيسًا إقليميًّا لرهبانية الكرمليين الحفاة في لبنان لولايتين متتاليتين، أعقبتهما ولايتان إضافيتان بين عامي 2011 و2017.

وفي العام 2006، عُيّن نائبًا أسقفيًّا عامًّا للكنيسة اللاتينية في لبنان، وهي الخدمة التي شغلها مدة 14 عامًا. ترأس أيضًا بين عامي 2008 و2011 دير مار إلياس ومزاره «الطفل يسوع الإلهي -براغ» في بلدة المعيصرة (كسروان، جبل لبنان). وفي مرحلة لاحقة، بين عامي 2020 و2023، عُين مفوضًا عامًّا لرهبانيته في مصر.

خبرة قضائيّة وإسهامات فكريّة

على الصعيد القانوني، شغل فرحا سلسلة من المناصب القضائية الكنسية البارزة، منها رئاسة محكمة الاستئناف للاتين والكلدان والسريان الكاثوليك والروم الملكيين الكاثوليك. شغل أيضًا منصب نائب قضائي ورئيس المحكمة الابتدائية لكلٍّ من السريان الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك، واللاتين في لبنان. كذلك، درّس مادة «الحق القانوني» في معهد القديس بولس-حريصا.

يُجيد فرحا، إضافةً إلى لغته العربية الأمّ، أربع لغات هي: الفرنسية والإيطالية والإسبانية والإنجليزية. شارك في عدد من المؤتمرات القانونية والليتورجية، وله مقالات متخصصة في قوانين الكنائس الشرقية، بخاصة في ما يتعلق بالحياة الرهبانية والمكرّسة.