واشنطن, السبت 19 أبريل، 2025
في معرضٍ جديد في الولايات المتّحدة، تُسلّط صور ستيفن راش الضوء على الفظائع المرتكبة بحقّ المسيحيّين في العراق ونيجيريا.
في يونيو/حزيران 2014، استولى مقاتلو «داعش» على مدينة الموصل العراقيّة، دافعين نصف مليون شخص إلى الفرار منها، بينهم أكثر من 150 ألف مسيحيّ عراقيّ. وبحلول أغسطس/آب، اجتاح مقاتلو «داعش» سهل نينوى وهجّروا المسيحيّين من قرى سكنها أجدادهم منذ القرن الأوّل الميلاديّ.

وفي الفترة نفسها، على بُعد نحو 5500 ميل، كان ستيفن راش، المحامي المتخصّص في المعاملات الدوليّة، يتعافى من جراحة قلبٍ مفتوح في ولاية مين الأميركيّة. وردّد مُتأمّلًا في مسيرة حياته: «بعد الجراحة، فكّرتُ مُطَوّلًا بعمقٍ بما كنت أفعله. والأهمّ أنّني تساءلت: أين أنا من إيماني؟». وأضاف: «أدركتُ بوضوح أنّني في الوقت المثمر المُتبقّي لي على هذه الأرض، يجب أن أغيّر سبيلي وأسلك دربًا مختلفًا».
وقاده ذاك الدرب إلى العراق حيث خدم المسيحيّين مدّة خمس سنوات. أمّا اليوم، فتَظهر الصور التي التقطها في العراق، في معرضٍ بعنوان «بين المُضطَهَدين والمُهَجَّرين»، في مركز الطوباويّ مايكل مكغيفني في نيو هيفن، كونيتيكت.
وفي حديثٍ مع السجلّ الوطنيّ الكاثوليكيّ، شريك إخباريّ لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزيّة، يروي راش كيف وصله خبر اجتياح «داعش» العراق والأثر «المُرَوِّع» الذي تركه ذلك في نفسه، خصوصًا أنّه كان قد تعرّف إلى أشخاصٍ هناك عبر عمله التطوّعي مع الكنيسة الكاثوليكيّة. وقد طلب أصدقاؤه المسيحيّون مساعدته، قائلين: «ستيف، إن أردتَ أن تساعد المسيحيّين في العراق، فهذا هو الوقت المناسب».
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2014، سافر إلى العراق لمساعدة المسيحيّين على مغادرة البلاد. غير أنّ المطران بشّار وردة، رئيس أساقفة أربيل، أوضح له أنّ المسيحيّين لا ينوون الهجرة، بل يحتاجون إلى دعمه للبقاء. وهكذا بقي راش، وعلّق عمله التجاريّ تدريجًا ليُكرّس حياته بالكامل لخدمة الكنيسة.
وبالتعاون مع المطران وردة وجهات مانحة، منها فرسان كولومبوس ومؤسّسة عون الكنيسة المتألّمة، تمكّن راش من الإسهام في تأمين مساعداتٍ غذائيّة ومساكن لأكثر من 13 ألف عائلة مسيحيّة نازحة، وفي افتتاح مدارس لأطفالهم. وفي العام 2015، تأسّست خصوصًا بفضل جهودهم الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل التي تحتضن اليوم ألف طالب، وقريبًا ستحتفل هذه المؤسّسة بعامها العاشر.
وتابع راش: «افتُتِحَت مدارس وشُيّدَ مستشفى وتأسّست جامعة، بإشراف الإيبارشيّة، لمنح من بقي من المسيحيّين في العراق بارقة أمل».
وبينما كانت قوّات التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتّحدة تعمل على تحرير المدن العراقيّة من «داعش»، وثّق راش الأضرار التي لحقت بممتلكات الكنيسة، والتقط صورًا لمسيحيّين مهَجَّرين. وذكر راش أنّ هذه الصور كلّها كشفت «وجه الإنسان المتأصِّل بالكرامة، أيًّا تكُن ظروفه». كما وسّع راش لاحقًا نطاق عمله إلى نيجيريا حيث تضطهد جماعة «بوكو حرام» المسيحيّين.
ويواصل راش حاليًّا خدمته عبر معهد الخدمة الإنسانيّة الكاثوليكيّة التابع لجامعة الفرنسيسكان في ستوبنفيل، في أوهايو الأميركيّة، وينشر هذه القصص ليساعد الآخرين «في تفهّم المسيحيّين المُضطَهَدين والتضامن معهم».
تُرجِمَ هذا المقال عن السجلّ الوطنيّ الكاثوليكيّ، شريك إخباريّ لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزيّة، ونُشِر هنا بتصرّف.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته