«أكيتو»… احتفالٌ يعكس عمق الحضارة العراقيّة

بغداد, السبت 12 أبريل، 2025

نظّم ديوان أوقاف الديانات المسيحيّة والإيزيديّة والصابئة المندائيّة مهرجانًا خاصًّا احتفالًا بـ«أكيتو»، رأس السنة الكلدانيّة الآشوريّة البابليّة، حمل شعار «أكيتو... عيد الحضارة العراقيّة»، على مسرح المنصور في العاصمة العراقيّة بغداد، بحضور شخصيّات دينيّة ورسميّة ودبلوماسيّة.

وأكّد رئيس الديوان د. رامي جوزيف آغاجان في كلمته سعي الديوان «من خلال هذا المهرجان إلى إعادة إحياء تراثنا في الفضاء العام، وإرسال رسالة إلى العالم مفادها أنّ شعبنا ما زال حيًّا بثقافته ولغته وتاريخه العريق». وأشار إلى أنّ «أكيتو» ليس مجرّد احتفالٍ برأس السنة، «بل هو احتفاءٌ بالهويّة وتجسيد للانتصار على النسيان والإهمال».

وذكر ديوان أوقاف الديانات المسيحيّة والإيزيديّة والصابئة المندائيّة، عبر صفحته الرسميّة على فيسبوك، أنّ المهرجان يأتي ضمن مساعيه لتعزيز التعايش المشترك وإبراز إرث المكوّنات الدينيّة والثقافية في العراق.

وعَدَّ «أكيتو» مناسبةً تاريخيّة تجسّد التنوّع الحضاريّ الذي تزخر به البلاد، لافتًا إلى أنّ الديوان يهدف، عبر فعالياتٍ كهذه، إلى توفير مساحاتٍ حواريّة وتثقيفيّة تدعم وجود جميع المكوّنات، وتسلّط الضوء على إسهاماتها في بناء الهويّة الوطنيّة الموحّدة.

معرض فنّي 

وتضمّن المهرجان فعاليّات فنّيّة تراثيّة، حرص مقدّموها على ارتداء الملابس الفلكلوريّة الآشوريّة، إلى جانب افتتاح معرضٍ فنّي ضمّ لوحاتٍ عدّة تناولت عراقة الحضارات النهرينيّة.

جدير بالذكر أنّ «أكيتو» هو عيد رأس السنة الكلدانيّة الآشوريّة البابليّة، ويُعَدّ أحد أقدم الأعياد في تاريخ البشريّة والمرتبطة بالحضارة النهرينيّة، وما زال الاحتفال به متواصلًا حتى اليوم. ويشهد الأوّل من أبريل/نيسان سنويًّا مسيراتٍ واحتفالات شعبيّة ينظّمها الآشوريّون والكلدان والسريان، وجميعهم مسيحيّون، في أوطانهم ومهاجرهم. وتشهد مدنٌ عراقيّة عدّة مسيراتٍ واحتفالات شعبيّة بهذه المناسبة.

وكان مسلّحٌ قد هاجم مسيرة المحتفلين بعيد «أكيتو» في دهوك العراقيّة مطلع أبريل/نيسان الجاري، قبل أن يُسيطر المنظّمون عليه ويسلّموه إلى القوّات الأمنيّة.