أكثر من 25000 شخص يحتفلون بعيد الشعانين في بغديدا-قره قوش

"أوشعنا لأبن داؤود، مبارك الآتي باسم الرب، أوشعنا" هكذا هتف اليوم صباحا أكثر من 25000 شخص في بغديدا-قره قوش بمناسبة دخول الرب يسوع إلى أورشليم، بمسيرة ترأسها البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي.

خرج الشعب المؤمن من كل زقاق وبيت، لينطلقوا جميعا بمسيرة واحدة حول بلدتهم العزيزة، يتوسطهم البطريرك يونان وهو يحمل صليباً مزداناً بتلك بأغصان الزيتون ووعلى جانبيه ذلك المطران ميتيا ليسكوفار سفير دولة الفاتيكان في العراق، مار نثنائيل سمعان عجم مطران أبرشية حدياب - أربيل وسائر إقليم كوردستان، مار أفرام يوسف عبا رئيس اساقفة لأبرشية بغداد، مار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي للسريان الكاثوليك على البصرة والخليج العربي، بالاضافة الى الآباء الخوارنة والكهنة.

إنطلق الموكب من كنيسة الطاهرة الكبرى سائرا عبر شوارع المدينة مصلين المسبحة الوردية بالغتين العربية والسريانية، ومرتلين أناشيد الشعانين المليئة بالبهجة والفرح لتلتحق الجموع الخارجة من بيوتها للموكب ويصلون الى كنيسة مار يوحنا حيث صلاة الاحتفال وقراءة الإنجيل المقدس.

شارك في المسيرة أناس قدموا من كل القرى المحيطة، ومختلف مناطق العراق وشتى بقاع العالم، من أوروبا، أمريكا وأستراليا. أشخاص وعوائل تعود جذورهم لهذه المنطقة كانوا قد هجروا وعانوا الأمرين في فترة داعش فاضطروا للهجرة داخل البلاد ثم لخارجها، واليوم عادوا خصيصا لهذه للمشاركة بعيد الشعانين في بلدتهم بغديدا-قره قوش.

يحدثنا صباح يعقوب القادم من ألمانيا قائلا: "

إلياس زكريا يخبر آسي مينا عن فقدانه لحقول دواجنه وتهجيره من قبل داعش وانتظاره بمدة سنة في أربيل ثم قصة رحيله الى أستراليا واستقراره هناك، يقول: "(حنينا) ... باللهجة العامية، دائما لنا ذلك الحنين لأرضنا، أرضنا، مسقط رأسنا، لا يجوز أن ننساها، ولا نستطيع أن ننساها".

إزدان الموكب بسعف النخيل والورود والألوان البراقة والأزياء الفلكلورية التي تميز هذا العيد تحديدا. وعن هذا تحدثنا الست هناء قاشا: "جميع الناس مستبشرين بملك الملوك ورب الأرباب، نستقبل سيدنا يسوع المسيح بالأناشيد والتراتيل والهلاهل والأزياء الشعبية المختلفةوالألوان الزاهية ألوان الربيع فهذا هو عرس بغديدا، نحن رجعنا لقرةقوش منذ بداية إعمارها وسنبقى، بل ونتمنى أن يعود الجميع من الخارج ويحل الأمن والسلام بواسطة ربنا يسوع المسيح ملك السلام رب الأرباب".

شكلت جميع النشاطات والفعاليات الكنسية فسيفسائية المسيرة فاشتركت جماعة المحبة والفرح، الموعوظين، الدعوات، أخوية القلب الأقدس، أخوية المحبول بها بلا دنس، وغيرهم من نشاطات عديدة جدا "لتعلن للعالم، اننا في هذه المنطقة، أبناء الرجاء أبناء الحب، أبناء المحبة، أبناء ندافع عن كرامة الانسان، أبناء نرغب أن نعيش حياة الكرامة، حياة المحبة، تحت راية الصليب وراية العلم العراقي الواحد. هنا نحتفل بعيد دخول الرب الى اورشليم فحتى الحجارة تصرخ أوشعنا لأبن داؤد، الكنيسة التي تم حرقها من قبل تنظيم الدولة الإسلامي، تم إعادة ترميمها لتصرخ الحجارة تصرخ أوشعنا لأبن داؤد".