الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

جزيرة نائية في إندونيسيا تُعِدُّ مئات الكهنة لخدمة الكاثوليك حول العالم

طلاب في إكليريكية القديس بولس الكبرى في جزيرة فلوريس الإندونيسية/ مصدر الصورة: إكليريكية القديس بولس الكبرى، فلوريس، إندونيسيا

تقع جزيرة فلوريس على بُعد 500 ميل شرق بالي، وهي مصدرٌ للدعوات الرهبانيّة، إذ تُعِدّ إكليريكيّين لخدمة الجماعات الكاثوليكيّة حول العالم.

تاريخيًّا، وصل الإيمان الكاثوليكيّ إلى الجزيرة في القرن السادس عشر بفضل البرتغاليّين العاملين في تجارة التوابل. أمّا اليوم، فيُشكّل الكاثوليك أكثر من 80 بالمئة من نسبة السكّان البالغ عددهم مليوني نسمة. وتنتشر في محيط بلدة ماوميري رهبانيّاتٌ عدّة، منها جماعة الكلمة الإلهيّة، وآباء سوماشي، والكرمليّون. وقد أصبحت هذه الجماعات أشبه بشبكةٍ ضخمة للدعوات الرهبانيّة قلّ نظيرها في قارّة آسيا.

وشدّد رئيس أساقفة الجزيرة التابع لجماعة الكلمة الإلهيّة، بولس بودي كلدين، على أهمّيّة هذا الموقع ومكانته في العالم، قائلًا: «عددٌ كبير من الأشخاص الذين نُعِدّهم يعملون خارج البلاد». وحاليًّا يُعِدّ هذا النظام الإكليريكيّ 650 طالبًا. أمّا الأهمّ، حسبما شرح كلدين، فهو أنّ «الطلبة يختارون، بعد إنهاء الدراسة، الانضمام إلى أبرشيّات أم إلى رهبانيّات. نحن لا نقيّد خياراتهم». وقد أشار البابا فرنسيس بنفسه إلى فلوريس في عظةٍ ألقاها في العام 2022، إذ قال مازحًا إنّ عددًا من الرهبانيّات ينظر «إلى جزيرةٍ في إندونيسيا» بحثًا عن دعوات.

وتُعَدّ إكليريكيّة القدّيس بولس الكبرى في ليداليرو - التي أسّسها رهبان الكلمة الإلهيّة في العام 1937 على تلّةٍ مطلّة - من أبرز المؤسّسات التعليميّة. فقد خرّجت نحو 1500 كاهن يخدم نحو 500 منهم في أكثر من 70 دولة. يمتدّ البرنامج على أربع سنوات لدراسة الفلسفة، تليها سنتان لدراسة اللاهوت، ومن ثمّ سنة أو أكثر من الخدمة الراعويّة قبل السيامة الكهنوتيّة. ويستطيع الطلّاب الذين لا يجدون دعوتهم في هذا المسار أن يُغادروا في أيّ لحظة، مع الحصول على شهادة بكالوريوس من كلّيّة الفلسفة الكاثوليكيّة في ليداليرو.

وأشار الأب سيفريانوس جوهاني، من جماعة الكلمة الإلهيّة، إلى أنّ الدعوات الرهبانيّة لا تزال «ديناميكيّة جدًّا»، إذ لا يقلّ عدد الناجحين عن خمسين شخصًا سنويًّا، إلّا نادرًا. غير أنّ الإكليريكيّة تولي الأولويّة إلى نوعيّة الطلبة لا إلى عددهم. وهي تريد تدريب رجال ناضجين عاطفيًّا، ومنضبطين، وأقوياء روحيًّا... كهنة يتحلّون بالصدق والحماسة والخدمة، لا يطمعون بمناصب.

ويرى جوهاني أنّ الإعلام الرقميّ يُمثّل تحدّيًا كبيرًا لناحية «التضليل والأخبار الكاذبة». لذا، تفرض الإكليريكيّة قيودًا صارمة على استخدام الإنترنت، لتعليم الطلّاب ضبط الذات والتركيز على الحياة الروحيّة. أمّا الجانب الماليّ فيُشكّل تحدّيًا إضافيًّا. ويُسهِم الكهنة والإخوة بكلّ أرباحهم، فيما تُقدّم العائلات ما تستطيع تقديمه. ويحصل الإكليريكيّون على مخصّصات ماليّة يُديرونها بأنفسهم، وهم يعملون أيضًا في الحقول.

يأتي الطلّاب من خلفيّات متنوّعة. وتقوم الحياة اليوميّة على الانضباط: الصباح يبدأ بالتأمّل والمشاركة بالقدّاس، وتلي ذلك محاضرات وأعمال يدويّة. أمّا الأمسيات فتُخصّص لتدريب الجوقة، وللورش والنوادي الثقافيّة التي تُنمّي الثقة بالنفس والمهارات الاجتماعيّة. وتستمرّ التربية الروحيّة في عطلة نهاية الأسبوع عبر خدمة المجتمع: الإرشاد الشبابيّ، والمكوث في القرى مع العائلات، وزيارة السجناء والمرضى. كذلك، يُشارك الطلّاب في أنشطة بيئيّة.

وختم جوهاني: «ليست ليداليرو مكانًا لدراسة اللاهوت فحسب، بل هي مدرسة حياة». ففي كلّ عام، يأتي شباب يحملون الرغبة نفسها: أن يخدموا ما هو أسمى من ذواتهم، ليُحافظوا بذلك على الوديعة، أي الدعوات الرهبانيّة التي لم تخبُ نارها.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته