بيروت, الأحد 16 نوفمبر، 2025
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام بتذكار القدّيسة جرترودا الكبيرة؛ هي مثال التواضع والخدمة التي تركت إرثًا روحيًّا خالدًا يُلهِم النفوس.
وُلِدَت القدّيسة جرترودا في أيسليبن الألمانيّة في العام 1256، وسارت منذ طفولتها نحو النور الإلهيّ. في دير البينديكتين، تألّقَت بفضل صفاء إيمانها وعمق معرفتها في الأدب والفلسفة. وفي يوم ميلاد المخلّص، في 25 ديسمبر/كانون الأوّل، اختبَرَت حضور الربّ الذي قال لها: »لا تخافي، أنا أساعدكِ وأحرّركِ«، فكان لتلك الرؤيا وقعٌ ساحر في قلبها، وشَعَرت بِلين محبّته التي غمرت روحها. كرّست هذه القدّيسة حياتها للصلاة والتأمّل في الكتاب المقدّس وكتابات آباء الكنيسة، محوّلة قلبها إلى موطن دائم للمسيح المصلوب. في العام 1301، وُلِدَت في روحها عبادةُ قلب يسوع المطعون، فكانت رؤاها دعامةً قويّة لنشر هذه المحبّة.
وفي عيد القدّيس يوحنّا، حظيت هذه القدّيسة بنعمة الاتّكاء على صدر المخلّص، لتسمع دقّات قلبه الإلهيّ، وتُدرك أنّ الله يحتفظ بمفاجآت تنعش الحبّ من جديد في الأوقات التي يبرد فيها الإيمان. تُعدّ هذه القدّيسة من أعظم المتصوّفات المسيحيّات، وقد عرِفَت بتواضعها العميق، وحرصها على خلاص النفوس، واستعدادها الدائم لخدمة المحتاجين. اختارت دراسة اللاهوت على حساب العلوم الإنسانيّة، وكرّست حياتها للكتابة ونشر الإيمان بإخلاص. رقدت جرترودا الكبيرة بسلام في العام 1302، وأعلِنت طوباويّة في العام 1606، وقدّستها الكنيسة سنة 1677. وقد تركت لنا إرثًا روحيًّا خالدًا يُلهِم النفوس بالحبّ والإيمان.
يا ربّ، علِّمنا على مثال هذه القدّيسة كيف نحبّك بحرارة، ونسمع دقّات قلبك، ونكرّس حياتنا لخلاص النفوس، حتّى نرتقي إليك بقلوب صافية، آمين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته