العالم, الأحد 21 سبتمبر، 2025
في 21 سبتمبر/أيلول من كلّ عام، تُحيي الدول اليومَ العالميّ للسلام. في هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» الأب إيلي فرج الذي يخدم في إيطاليا، ليحملنا إلى جوهر السلام الحقيقيّ، الساكن كلمات المسيح في الكتاب المقدّس.
يقول فرج: «أقرّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تاريخ 21 سبتمبر/أيلول يومًا مكرَّسًا لتعزيز السلام. هذا اليوم يُتيح للناس كلّهم فرصة مشتركة كي ينظّموا أحداثًا ويؤدّوا أعمالًا تُظهر أهمية السلام والديمقراطية. احتُفلَ للمرة الأولى بهذا اليوم في العام 1982، واعتمدت الجمعية العمومية سنة 2001 قرارًا يجعل هذا اليوم مناسبة لوقف العنف وإسكات البنادق. هذه المناسبة تشكّلُ دعوة إلى تحقيق المساواة ومناهضة التمييز في العالم».
ويُردِف: «جاء في سفر المزامير 85: 10 "الرحمة والحقّ التَقَيَا، والبرّ والسلام تَعانَقا". تشير هذه الآية إلى أنّه عندما نفتح أبواب الرجاء أمام إخوتنا وأخواتنا في الحياة، يُمكن حينئذٍ أن نسير معًا مسيرةً هدفها السلام المتجرّد من السلاح وحبّ الأنا، فنحن أبناء الله كلّنا، ونحتاج إلى عيش السلام والصداقة الحقيقيّة والخدمة المجّانيّة».
ويروي: «جوهر السلام في الكتاب المقدّس، بحسب تعاليم المسيح، يتجلّى أوّلًا في عيد الشعانين، وقبل الفصح المجيد، أي حين دخل يسوع إلى أورشليم في مشهد مهيب، واستقبله الناس بأغصان من الشجر ترمز إلى السلام. وهتفت الجموع مبتهجة "هُوشَعْنا لِٱبنِ داود! تَباركَ الآتي بِٱسمِ الرَّبّ! هُوشَعْنا في العُلى" (متى 21: 9). وجَد الناس في الربّ يسوع صورة ملك المجد والسلام، الملك المثاليّ الذي تمكّن من إطعام الجموع الغفيرة بقليل من الأرغفة. كانت رسالة يسوع تحقيق العدالة والمساواة في العالم».
ويزيد: «قبل الفصح، قال الربّ لتلاميذه "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ" (يو 14: 27). سلام الربّ يسوع لا يتحقّق بالقوّة والانتصارات، بل بالصلاة والوداعة والحبّ الذي يتحمّل مسؤوليّة الآخرين. لهذا، بذل المسيح ذاته لخلاصنا وحرّرنا من الخطيئة».
ويُشدّد على أنّ «سلام الربّ يسوع هو الذي يبني التاريخ، ويبدأ من قلب كلّ إنسان، إذ قال "هاءَنَذا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلتُ إِلَيه وتَعَشَّيتُ معه وتَعَشَّى معي" (رؤ 3: 20). وبعد قيامته قال لتلاميذه: "السَّلامُ علَيكم!" (يو 20: 19). كما ظهر سلام المسيح من خلال أفعال المحبّة التي صنعها؛ إذ شفى المرضى، وغفر للخطأة لكي يُريحهم، وأعاد الكرامة إلى المنكسِرين، ومنح القلوب المضطربة السلام بموته وقيامته، وصالح الإنسان مع الله، وأعطاه السلام الأبديّ. رسالة يسوع لتلاميذه وللعالم هي "طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام، فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون" (متى 5: 9)».
ويختِم فرج: «يسوع أعطانا السلام بواسطة كلامه وأفعاله المليئة بالطمأنينة والرجاء، خصوصًا في لحظات الخوف والاضطراب».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته