بيروت, الخميس 21 أغسطس، 2025
صرّح البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي بأنّ البابا لاوون الرابع عشر قد يزور لبنان قبل نهاية هذا العام.
في مقابلةٍ مع قناة «العربيّة»، أوضح الراعي أنّ «البابا سيزور لبنان في خلال الفترة ما بين الأشهر المُقبلة وحتّى ديسمبر/كانون الأوّل»، مضيفًا أنّ موعد الزيارة لم يُحسَم بعد. وتابع: «ستُجرى الزيارة ما إن يُحدَّد التوقيت في الفاتيكان. والتحضيرات جارية، بانتظار القرار. والإعلان الرسميّ بشأن تاريخ الزيارة لم يصدر بعد».
وحتّى الآن، لم يُعلِن الكرسيّ الرسوليّ أيّ رحلةٍ دوليّةٍ للبابا الجديد. لكنّ التوقّعات ازدادت بشأن رحلاته الخارجيّة الأولى منذ أشهر.
ورأى الخبير المخضرم في شؤون الشرق الأوسط والمُسهِم في أخبار الشبكة التلفزيونيّة للكلمة الأزليّة، «إي دبليو تي إن نيوز»، ألبيرتو فرنانديز، أنّ الزيارة المُتوقَّعة قد تكون مرتبطةً برحلةٍ بابويّةٍ إلى مدينة نيقيا (مدينة إزنيك حاليًّا في شمال غربي تركيا)، بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد المجمع المسكونيّ الأوّل. كما أشار إلى أنّ الزيارة قد تحدث في الأيّام القريبة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني، في عيد القدّيس أندراوس، إذ اعتادت وفودٌ كاثوليكيّة زيارة تركيا في مثل هذا اليوم.
وتُفيد تقارير بأنّ البابا قد يُضيف محطّاتٍ أخرى إلى زيارته لتركيا، بينها الجزائر. في هذا الإطار، ذكر السجلّ الوطني الكاثوليكي، شريك إخباريّ لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزيّة، أنّ الفاتيكان يدرس إمكان حصول زيارة بابويّة لبلاد القدّيس أغسطينوس، أسقف هيبو (عنّابة حاليًّا). كما أُدرِج لبنان ضمن الوجهات المُحتملة على جدول الزيارات.
وقد طالَ الحديث عن زيارةٍ بابويّةٍ للبنان في حبريّة البابا فرنسيس، غير أنّ الأزمات السياسيّة والاقتصادية في البلاد عرقلت التخطيط لها. وكان فرنسيس قد أعرب علنًا عن رغبته في زيارة لبنان، وذلك في مؤتمرٍ صحافيّ على متن الطائرة العائدة من العراق في مارس/آذار 2021. وبعد أشهرٍ قليلة، صرّح مسؤولون في الفاتيكان بأنّ الزيارة ستحصل في حال تشكيل حكومةٍ جديدة.
وفي أبريل/نيسان 2022، أعلن الرئيس اللبنانيّ السابق ميشال عون أنّ البابا فرنسيس سيزور لبنان في يونيو/حزيران من السنة نفسها. غير أنّ الزيارة لم تتمّ. وطُرح لبنان بين البلدان المُحتَملة لترتيب لقاء بين فرنسيس وبطريرك موسكو، كيريل، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكنّ هذا اللقاء لم يحصل.
وبقي لبنان في فراغٍ سياسيّ طويلٍ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى أن انتُخب جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة في 9 يناير/كانون الثاني 2025.
والجدير ذكره أنّ الزيارة البابويّة الأخيرة للبنان تعود إلى سبتمبر/أيلول 2012، حين زار البابا بنديكتوس السادس عشر بيروت ومناطق أخرى. ومنذ ذلك الحين، انهالت الأزمات على لبنان: تداعيات الحرب السوريّة وتدفّق أكثر من مليون ونصف مليون نازح، والانهيار الماليّ الذي أطاح 97 بالمئة من قيمة الليرة اللبنانيّة منذ 2019، ثمّ انفجار مرفأ بيروت المدمِّر عام 2020.
ولا تزال الأوضاع متوتّرةً على حدود لبنان الجنوبيّة. فقد استهدفت غارات إسرائيليّة الضاحية الجنوبيّة لبيروت في خلال حرب غزّة في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأوّل 2024. كما قُتِل الأمين العامّ لحزب الله حسن نصر الله في غارات إسرائيليّة على بيروت في 27 سبتمبر/أيلول من العام نفسه. وازدادت المخاوف من اتّساع رقعة النزاع.
يُقدَّر عدد سكّان لبنان بنحو ستّة ملايين نسمة. ويُشكّل المسلمون 68 في المئة منهم (سُنّة وشيعة)، فيما تبلغ نسبة المسيحيّين حوالى 28 بالمئة، غالبيّتهم موارنة، وفق إحصاءات «مركز بيو للأبحاث» عام 2020.
ورغم عدم صدور أيّ تعليق من الفاتيكان على تصريحات البطريرك الراعي، فإنّ التوقّعات مستمرّة بشأن الوجهات التي قد تشملها زيارات البابا في السنوات المُقبلة. في هذا السياق، عبَّر كاثوليك إسبانيا عن أملهم بزيارة البابا برشلونة العام المقبل بمناسبة اكتمال بناء كاتدرائيّة العائلة المقدّسة. ويُحكى عن رحلاتٍ بابويّة مُرتقَبة إلى البيرو والولايات المتّحدة عام 2026، بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة الأميركيّة.
تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباريّ لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزيّة، ونُشِر هنا بتصرّف.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته