الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

جيزيل طربيه: طريق المسيح ضيّقة لكنّها تؤدّي إلى الخلاص

الهرطقات تُبعِد الإنسان عن طريق الله/ مصدر الصورة: Viktor Gladkov/Shutterstock

جيزيل فرح طربيه كاتبة وباحثة في مجال البِدَع. تطلّ عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ، وتُخبرنا كيف تحوّلت بنعمة الله من امرأة تُمارس هرطقات إلى عاشقة للمسيح، سائرة في ضوء تعاليمه المقدّسة.

تقول طربيه: «لا يمكننا وصف العلاقة بالله كأنّنا نتحدّث عن حدث عاديّ وعابِر. العلاقة بالله مختلفة؛ هي اختبار روحيّ عميق لا يفهمه إلّا من عاشه في الصميم. حين رَجِعتُ إلى ربّي تائبة عن ضلالي، أي منذ حوالى 25 عامًا، أصبحتُ كلّ يوم أحيا اختبارًا مع الله، حتّى وسط الأشياء الصغيرة، وأشعر بأنّ العناية الإلهيّة تُرافقني. وعندما أعود بالذاكرة إلى الماضي، ألمس بوضوح كيف كانت يد الله معي، حتّى وسط الأحداث السيّئة، وكيف أنّ الله استعملها لخيري. وإذا رجِعَ بي الزمن، سأعود وأعيش التجارب عينها، رغم قسوتها، إذ إنّها كانت لخيري: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28)».

جيزيل فرح طربيه. مصدر الصورة: جيزيل فرح طربيه

وتُضيف: «الحياة مع الله شاقّة لكنّها شيّقة، فالمسيح أخبرنا أنّ السير معه للدخول من الباب الضيّق هو الذي يؤدّي إلى الخلاص. لكنّ طريق الموت والهلاك واسعة، وكثيرون سلكوا فيها. عندما نتعلّم الثبات بمحبّة المسيح، نسير وسط التحدّيات، ولا نهاب شيئًا رغم الضعف. لهذا أعطانا الله كلمته، أي الكتاب المقدّس، وخبرات القدّيسين، والصلوات في الكنيسة، والأسرار المقدّسة، خصوصًا سرّ الإفخارستيا، حتّى نتغذّى ونتحصّن بالقوّة ونواجه الصعوبات».

وتكشِف: «رسول المسيح يعرف الكثير من الصعوبات، لأنّ روح العالم تسير ضدّ الله، لكنّ مَن اختبر حضور الربّ من خلال تجربة شخصيّة، يستحيل أن يبتعد عنه، وهو يمنحه كلّ قوّة ونشاط. عرفتُ حياة البدع والهرطقات، ومارستُ التنجيم والتبصير، مستخدمة أخطر أنواع السحر، لكنّ شفاعة العذراء مريم حمتني من هذه الأخطار كلّها.

وبعدما كنتُ مهرطِقة، تحوَّلتْ حياتي، وأصبحتُ سائرة في ضوء كلمة الربّ يسوع. وهكذا بدأت رسالتي بالسعي إلى حماية الناس من هذه الهرطقات، وحضّهم على عدم الانجرار إليها، خصوصًا الشباب الذين يتعرّضون لخطر البدع الشيطانيّة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ».

وتواصل حديثها: «حين كنتُ غارقة في عالم الضلال، طيلة عشرين سنة، كنتُ عمياء البصيرة، وظننتُ أنّ هذه الممارسات ستجعلني سعيدة وقادرة على التحكّم بكلّ ما يحيط بي؛ غير أنّي اكتشفتُ أنّ كلّ ما حصدتُه جعل حياتي أكثر تعقيدًا. وكانت المفاجأة يوم تعرّفتُ على الكتاب المقدّس، إذ أدركتُ أنّ تعاليم الكنيسة والإنجيل هي ضدّ البدع التي كنتُ أمارسها».

صلاة وشكر

وتُخبِر: «أطلب شفاعة العذراء مريم أوّلًا، وأحبّ عددًا من القدّيسين وأعدّهم أصدقائي وشفعائي؛ بينهم القدّيس البابا كيرللس من الكنيسة القبطيّة، والقدّيس باييسيوس من الكنيسة الأرثوذكسيّة، والقدّيسان شربل ورفقا. وأنا ملتزمة صلوات الكنيسة، وأخاطب الربّ يسوع من خلال صلاة المزامير، خصوصًا مزمور "ارحمني يا الله"، وأصلّي المسبحة الورديّة وصلاة يسوع».

وتختِم طربيه: «أشكر الله لأنّه أعطاني فرصة جديدة حتّى أتوب عن الخطايا التي لم أَتُبْ عنها بعد. الهدف من الحياة المسيحيّة وفق القدّيس سيرافيم ساروف هو "اقتناء الروح القدس". نحن نحصل على هذه النعمة عندما نتوب ونُسلّم حياتنا إلى الربّ، ونجسّد الحبّ والعطاء اليوميّ، ونتعلّم كيف نغفر ونسامح، لأنّ العدوّ الأكبر للإنسان هو الأنا».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته