الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

دير العائلة المقدّسة في عبرين اللبنانيّة… شاهدٌ على مجدٍ وتضحيات

دير الرئاسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات في بلدة عبرين اللبنانيّة/ مصدر الصورة: الأخت هلا طنّوس

وسط تلال بلدة عبرين الوادعة في شمال لبنان، يقع دير راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، حيث يرقد بطريرك لبنان الكبير إلياس الحويّك الذي جسَّد بثباته ومواقفه وحنكته معنى القيادة الروحيّة والوطنيّة وأدّى دورًا حاسمًا في استقلال بلد الأرز. هذا المكان العابق بالإيمان يحتضن بين جدرانه ذاكرة شعب وإرثًا من النضال والحكمة. في هذا الإطار، تُطلّ عبر «آسي مينا» الأخت هلا طنّوس لتُخبرنا عن تاريخ هذا الدير وما يُمثّله بالنسبة إلى ضمير الأمّة.

تقول طنّوس: «كانت فكرة تأسيس جمعيّة رهبانيّة نسائيّة رسوليّة تُراود البطريرك الياس الحويّك منذ بدايات حياته الكهنوتيّة، إذ رأى بأمّ عينه، في خلال زياراته الرعويّة، الفقرَ والجهل والزواج المبكر وغياب الثقافة بين الفتيات. وأدركَ وقتئذٍ ضرورة تأسيس جمعيّة رهبانيّة نسائيّة تُعنى بتربية الفتاة، فينهض المجتمع ويتطوّر، ويزول الجهل والفساد».

الأخت هلا طنّوس. مصدر الصورة: الأخت هلا طنّوس

وتُضيف: «شاءت العناية الإلهيّة أن يزور البطريرك الحويّك بلدة كفيفان، حيث التقى الأمّ روزالي نصر والأخت ستيفاني كردوش اللتين قدِمتا من الأراضي المقدّسة، فعرض عليهما فكرة إنشاء الجمعيّة وهدفها ورسالتها. رحَّبت الأمّ روزالي بالمشروع، وفي العام 1895 تأسَّست رسميًّا جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، وتتجلّى رسالتها في رعاية العائلة في دور الحضانة والمدارس، وفي الخدمة الرعويّة، وداخل المؤسّسات الاستشفائيّة».

وتروي: «يقع دير الرئاسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات على تلّةٍ في بلدة عبرين في قضاء البترون، ويرتفع على علوّ 400 متر عن سطح البحر، ويبعد حوالى 7 كيلومترات عن مدينة البترون. للدّير قيمة وطنيّة وروحيّة كبيرة، إذ يقع في شمال لبنان، أرض القدّيسين، أرض شربل، رفقا ونعمة الله الحرديني. وهو يحظى بأهمّيّة خاصّة، لأنّه يحتضن ضريح الحويّك، بطريرك لبنان الكبير».

ضريح البطريرك إلياس الحويّك في دير الرئاسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات. مصدر الصورة: الأخت هلا طنّوس

وتردِفُ طنّوس: «يوجَد في هذا الدير بيتُ الابتداء، وكذلك جماعة من الراهبات اللواتي قدّمنَ حياتهنّ لخدمة الربّ. ويضمّ أيضًا كنيسة العائلة المقدّسة، وهي من تصميم البطريرك الحويّك وتعكس رؤيته الروحيّة والراعويّة وفكره الواسع. توجَد في الكنيسة ثلاث زجاجيّات أحضرها البطريرك من فرنسا، من غرونوبل. وقد دُشِّنت الكنيسة عام 1913. كذلك، يحتوي الدير على معبدٍ مخصّص لضريح المُكرَّم البطريرك الحويّك، إضافة إلى متحف خاصّ به. ويقصد مؤمنون من مختلف الطوائف ديرنا لزيارة ضريح المُكرَّم».

وتُواصِل حديثها: «لهذا الدّير أهمّيّة كبرى لكلّ راهبة من راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، إذ منه تنطلِق في حياتها الرسوليّة، وإليه تعود في نهاية مسيرتها. والبطريرك الحويّك توفّي في ليلة عيد الميلاد عام 1931، ودُفِن في بكركي حيث يُدفَن البطاركة عادةً. لكن بعد خمس سنوات، طلبَتْ الأمّ جوزفين الحويّك، الرئيسة العامّة الثالثة للرهبنة، نقل جثمانه إلى دير العائلة المقدّسة في عبرين. وبعد الموافقة على طلبها، فُتِح الضريح ليل 11 مايو/أيّار 1936، ليتبيَّن أنّ الجثمان لا تظهر عليه آثار التحلّل. وقد نُقِل إلى دير العائلة المقدّسة صباح 12 مايو/أيّار 1936».

متحف خاصّ يحتضن أغراض المُكرَّم البطريرك الحويّك. مصدر الصورة: آمال شعيا/آسي مينا

وتختِمُ طنّوس بصلاةٍ كتَبَها الحويّك وعاشَها بعمق: «إلهي، اجعلني أعيش وأموت برضاك. يا ربّي، أكرم عليّ بنعمة رضاك الذي هو خيري وكنزي وفخري وحياتي ورجائي وسعادتي وغايتي وكلّ شيء لي. أرشدني ودبّرني، ونوّر عقلي بنور حكمتك اللامتناهية، لأنَّ كلّ اتّكالي هو على رحمتك، وليس على سواها، وكلّ ما أبتغي هو رضاك، ولا أبتغي سواه. آمين».

متحف خاصّ يحتضن أغراض المُكرَّم البطريرك الحويّك. مصدر الصورة: آمال شعيا/آسي مينا

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته